موجه حر خانقة تضرب مدن الغرب الأوسط الأمريكي وتدفع السكان للبحث عن الظل
موجة حر خانقة تضرب الغرب الأوسط الأمريكي وتثير القلق بين السكان

في ظل حرارة خانقة امتدت عبر الغرب الأوسط وسهول الولايات المتحدة المركزية، شهدت مدن مثل سانت لويس، أوماها، ودي موين ارتفاعًا ملحوظًا في مؤشر الحرارة، حيث لامست درجات الحرارة المحسوسة حاجز الـ 100 درجة فهرنهايت (نحو 38 مئوية). وتوقعت الأرصاد أن تصل الموجة إلى الساحل الشرقي بحلول يوم الإثنين، لتشمل نيويورك وواشنطن وفيلادلفيا.
في شيكاغو، ارتفع مؤشر الحرارة إلى أكثر من 90 درجة بحلول منتصف نهار السبت، فيما بلغت في سانت لويس 105 درجات، ودي موين 98، وسيوكس فولز 99، بينما قد تصل في أوماها إلى ما بين 100 و110 درجات حتى في الظل، وفقًا لتقديرات هيئة الأرصاد الوطنية.
خطر حقيقي على كبار السن والمرضى
ديك كراكلاو، وهو لحّام من ويسكونسن يبلغ من العمر 42 عامًا، حضر مع أسرته إلى مدينة مينيابوليس لحضور فعالية سنوية لهواة السيارات الكلاسيكية، لكنه اضطر للمغادرة بعد أن تسببت الحرارة المرتفعة في إجهاد أفراد العائلة، بينهم من تخطوا السبعين. وقال كراكلاو: “نحب هذا الحدث، لكنه ببساطة شديد الحرارة”.
تحذيرات طبية واستنفار محلي
ما يزيد عن 64 مليون أمريكي وُضعوا تحت تحذير من موجة حر شديدة. وفتحت المدن مراكز تبريد عامة، مع دعوات متكررة للسكان للبقاء في منازلهم وتفادي الشمس، خاصةً المرضى وكبار السن. وأعرب مسؤولون محليون عن قلقهم من أن تكون درجات الحرارة المرتفعة مفاجئة بعد ربيع بارد نسبيًا، ما يصعّب على الأجساد التأقلم بسرعة.
وفي شيكاغو، عبّر العمدة براندون جونسون عن “قلقه البالغ” إزاء موجة الحر، مشيرًا إلى أن هذه السنة تصادف الذكرى الثلاثين لموجة الحر القاتلة التي ضربت المدينة عام 1995 وأودت بحياة أكثر من 500 شخص. وقال إن المدينة استنفرت كافة مرافقها، من الحدائق والمكتبات إلى إدارات الشرطة والإطفاء والصحة العامة.
سكان بين الظل واللا مبالاة
وفي حي لينكولن سكوير بشيكاغو، جلس جيريمي أندرهيل، مدير عمليات في شركة تداول، مع ابنته تحت الظل خارج مقهى، قائلًا: “عادةً أتناول الشاي الساخن، لكن اليوم هو يوم القهوة المثلجة”، مشيرًا إلى أنهم يفكرون في إلغاء حضور حفلة خارجية.
في سانت لويس، أفادت إدارة المكتبات العامة بزيادة ملحوظة في عدد المرتادين إلى الفروع التي فُتحت كمراكز تبريد، خاصةً بين المتضررين من العواصف والأعاصير التي ضربت المدينة في مايو الماضي.
أما في دي موين، فقد خفف نسيم بسيط من قسوة الأجواء. وقال دوين هيوي (72 عامًا)، بعد خروجه من متجر وقد حمل أربعة جالونات ماء: “في الحقيقة، أحب الطقس الحار… كأن النسيم الدافئ يحتضنك”.
وعلى الطرف الآخر، لم يتأثر الجميع بالموجة. ففي شيكاغو، خرج مو نعمان (39 عامًا)، تاجر مجوهرات، في نزهة طويلة قائلاً: “هذا هو طقس شيكاغو، حار، وأحبه… المشي يطيل العمر”.
مغادرة مبكرة من مهرجان السيارات
في مينيابوليس، أنهى كراكلاو وعائلته استعداداتهم للعودة إلى ويسكونسن، حيث أوكل مهمة قيادة سيارتهم الكلاسيكية “شيفروليه بيل إير 1961” إلى ابنه وابن أخيه، وكلاهما يبلغان من العمر 17 عامًا، متجهين في رحلة طويلة على طرق الريف، في سيارة خالية من التكييف.