المدونةعلوم اجتماعية وانسانية

انتقادات لمقاهي يابانية تستعرض ثعالب الماء وسط اتهامات بالتهريب غير القانوني

دراسة حديثة تكشف تطابق الحمض النووي لثعالب المقاهي مع نظيراتها في مناطق تهريب بتايلاند

تشهد المقاهي اليابانية التي تعرض ثعالب الماء الصغيرة للزوار رواجًا متزايدًا، لكنها أصبحت أيضًا مصدر قلق علمي متصاعد. إذ تشير دراسة حديثة إلى أن بعض هذه الحيوانات قد تكون وصلت إلى اليابان عبر طرق تهريب غير قانونية، قادمة من مناطق آسيوية تعاني من الصيد الجائر، أبرزها تايلاند.

تحليل الحمض النووي يكشف أصولاً مشبوهة

 

في حين يستمتع الزوار بالتقاط صور مع ثعالب الماء وهي تتلوى بين أيديهم مقابل الطعام، أظهرت نتائج دراسة أن الحمض النووي لعدد من هذه الحيوانات يتطابق مع مثيلاتها البرية في جنوب تايلاند، وهي مناطق معروفة بكونها بؤرًا لنشاط الصيد غير المشروع.

الترفيه التجاري يهدد نوعًا مهددًا بالانقراض

الدراسة المنشورة في دورية Conservation Science and Practice بيّنت أن غالبية ثعالب الماء الموجودة في المقاهي وحدائق الحيوان اليابانية أو التي صودرت من الجمارك، تعود أصولها إلى منطقتين في تايلاند تُعرفان بانتشار تجارة هذه الحيوانات. ويصنف ثعلب الماء الآسيوي صغير المخالب كـ”مهدد بالانقراض” ويُحظر الاتجار به دوليًا منذ 2019.

شكوك علمية حول التهريب رغم غياب الأدلة القاطعة

الدكتورة ماياكو فوجيهارا، الباحثة في جامعة كيوتو والمشاركة في الدراسة، أوضحت أن نتائج تحليل الحمض النووي تشير بوضوح إلى ارتباط الثعالب بمناطق التهريب، رغم عدم توفر دليل نهائي على دخولها اليابان بطرق غير قانونية. وأكدت أن بعض أصحاب المقاهي يجهلون هذه المخاطر ويعتقدون أن عرض الحيوانات يحميها، بينما الواقع قد يكون عكس ذلك.

شعبية الثعالب على الإنترنت تروّج لتجارة مقلقة

من جانبها، وصفت ماري سيغو من متحف التاريخ الطبيعي في فرنسا الدراسة بأنها “دليل قوي” على وجود صلة بالتجارة غير المشروعة. وأشارت إلى أن ثعالب الماء مدرجة ضمن أعلى درجات الحماية في اتفاقية سايتس، مما يفرض قيودًا صارمة على الاتجار بها. وأضافت أن شعبيتها على يوتيوب تزيد من تعقيد الوضع، حيث يغفل الكثيرون عن احتياجاتها البيئية الدقيقة.

رغم القيود: التجارة مستمرة وتتصاعد

أفاد تقرير صدر عام 2018 عن مجموعة خبراء ثعالب الماء التابعة لـIUCN ومنظمة ترافيك، بأن هناك أكثر من 500 إعلان لبيع ثعالب خلال أربعة أشهر فقط. وبيّن التقرير أن الطلب يتركز على الثعالب الصغيرة، ويُعتقد أن حجم التجارة قد ازداد منذ ذلك الحين.

تحذير من تربية الثعالب كواجهة للتهريب

كانيثا كريشناسامي، مديرة منظمة “ترافيك” في جنوب شرق آسيا، أعربت عن قلقها من استغلال برامج تربية الحيوانات كغطاء لتهريب العينات البرية. وأشارت إلى أن هذا الاتجاه يعيق الجهود المبذولة لمراقبة السوق والسيطرة عليه.

دعوة لإعادة التفكير في دعم هذه الأنشطة

يحذر الباحثون من المخاطر الصحية والنفسية التي تتعرض لها ثعالب الماء في المقاهي، مثل التوتر والسمنة وحتى إيذاء النفس. وقد أظهرت مقاطع على مواقع التواصل حيوانات تتقيأ أو تقضم ذيولها. تقول فوجيهارا: “قد يأتي الزوار بدافع حبهم للحيوانات، لكن من المهم أن يدركوا أن دعم هذه المقاهي قد يعني دعم تجارة مؤذية وغير مشروعة”.

 

علياء حسن

علياء حسن صحفية مصرية تحت التدريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى