تحليل ساخر للمشهد الإيراني الإسرائيلي الأمريكي: حرب بـ«نكهة المسخرة» في الشرق الأوسط
إيران تضرب وإسرائيل تصمت وأمريكا تراقب.. لعبة سياسية مكشوفة

في واحدة من أكثر مسرحيات السياسة عبثية في الشرق الأوسط، نشاهد فصولًا جديدة من الصراع الإيراني الإسرائيلي الأمريكي، ولكن هذه المرة برائحة «المسخرة» التي تسيطر على أجواء المنطقة وتكاد تكون جزءاً من هوية الصراعات الحديثة فيها.
المشهد الأول: إعلان حرب بنكهة «Netflix Original»
بدأت القصة عندما أعلنت إيران نيتها الرد، فأجابت إسرائيل بعبارة «اتفضلوا»، بينما دخلت أمريكا على الخط مستعدة بالمشروب المفضل: فشار المتابعة.
الرئيس الأمريكي جو بايدن يظهر وكأنه يقول: «مش هاعرف أرحّل المهاجرين دلوقتي… طب نعمل إيه؟ آه، نولّع الشرق الأوسط شوية!»
هكذا أصدرت إيران بيانها الناري المعتاد: «سوف نرد في الوقت المناسب، والرد سيكون قاسياً.»
وبالفعل جاء الرد، لكنه كان قاسيًا ليس على إسرائيل كما يتوقع البعض، بل على أعصاب الشعوب التي تعيش وسط هذا التصعيد المسرحي.
المشهد الثاني: «الهجوم اللي ما اتشافش»
في هذا الفصل من المسرحية:
- لا رادارات اشتغلت
- لا صواريخ اعترضت
- لا جرس إنذار دق
- لا البوديجارد بتاع رئيس الوزراء تحرّك
- ولا حتى طفل في غزة مسك نبلة وقال “أنا كمان معاكم يا رجالة”
حتى أفلام رامز جلال صارت أكثر درامية من هذا المشهد الباهت!
المشهد الثالث: الضربة تمت… والمقاتلون رجعوا يشربوا القهوة
في مشهد لا يخلو من الفكاهة:
الإيرانيون نفذوا الضربة، شربوا قهوة اسبريسو قوية، وعادوا إلى قواعدهم سالمين.
الأجواء في المنطقة بقيت هادئة وكأنها حفلة شاي على نيل الأقصر.
أين الدفاع الجوي؟
أين القبة الحديدية؟
أين استعراضات إسرائيل المعتادة على شاشات CNN؟
كأن المشهد كله مليء بالكومبارس فقط، بلا أبطال حقيقيين!
المشهد الرابع: ترتيب الداخل وتلهية الشعوب
يبدو أن هناك من أراد شغل الشعوب عن أزماتهم الداخلية عبر معركة خارجية مصطنعة:
بدل الحديث عن المظاهرات والأزمات الاقتصادية والسياسية، يتم تحويل الأنظار نحو حرب مسرحية تجري في صحراء تشبه كراكة في نيفادا، ويُطلق عليها إعلامياً: «هجوم في العمق الإسرائيلي».
أدوار محفوظة ومشاهدون مغلوبون على أمرهم
في النهاية، يتضح أن الجميع يؤدي دوره ببراعة في هذا المشهد العبثي:
إيران لا تنوي فتح مواجهة حقيقية مع إسرائيل.
إسرائيل لن تغامر بإضاعة مصالح أمريكا الكبرى فقط لحسابها.
أمريكا لا ترغب بحرب فعلية، لكنها تحتاج إلى الضجيج الإعلامي
أما «الدوشة» فهي وسيلة ممتازة:
للتغطية على قرارات داخلية صعبة.
لكسب تعاطف الشعب الأمريكي والغرب.
لرفع أسعار النفط قليلاً.
ولتسويق صفقات الأسلحة مثل مقاتلات F-35!
الشعب يضحك من قلب الخوف… والمشهد لن ينتهي
لقد تجاوزت الشعوب مرحلة الخوف، وأصبحوا يضحكون على مشاهد الحرب أكثر مما يخافون منها. اعتاد الناس هذا المشهد الهزلي المتكرر في الشرق الأوسط، حيث تظل رائحة «المسخرة» هي السائدة، ولا يبدو أنها ستختفي يوماً، لأن العيب الأكبر يكمن في: طمع وجشع البشر، الذي لا ينتهي ولا يشبع.