منتجع ونسان كالبما:كيم جونغ اون يدشن أعظم إنجازات كوريا الشمالية لهذا العام بشاطئ ومزلجتين وابنته الورثيه
كيم جونغ أون يدشن منتجع "ونسان كالبما" الساحلي في كوريا الشمالية

في لحظة استراحة نادرة من إطلاق الصواريخ واجتماعات النخبة السياسية، ظهر الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون هذا الأسبوع ببدلة داكنة وربطة عنق، يسترخي على شاطئ رملي ومراقبًا المصطافين وهم ينزلقون عبر مزلجتين مائيتين، في ما وصفه الإعلام الرسمي بأنه “واحد من أعظم إنجازات العام”: افتتاح منتجع “ونسان كالبما” الساحلي.
■ عائلة كيم على الشاطئ: استعراض للقوة… والاستمرارية
اللافت في الحدث لم يكن المنتجع فحسب، بل الظهور العلني لابنته الصغيرة “كيم جو-آي” – ذات الاثني عشر عامًا – والتي باتت تُعدّ على نطاق واسع “الوريثة المرتقبة” للزعيم. وقد رافقها إلى جانب والدها، والدتها “ري سول-جو” التي كانت تحمل حقيبة يشتبه أنها من “غوتشي”، ما قد يُعد انتهاكًا للعقوبات الدولية على تصدير السلع الفاخرة إلى كوريا الشمالية.
■ منتجع فاخر… بلا أجانب
المنتجع، الواقع على الساحل الشرقي لكوريا الشمالية، يضم فنادق، مرافق رياضية، مسابح، ومطاعم عامة وتجارية، ويهدف – بحسب وكالة الأنباء الرسمية KCNA – إلى استقبال نحو 20 ألف زائر سنويًا. لكن، ورغم الطموحات الكبيرة، فإن المنتجع لن يفتح أبوابه للأجانب في الوقت الحالي. إذ ما تزال البلاد مغلقة إلى حد كبير في وجه السياح منذ جائحة كورونا، باستثناء وفود سياحية روسية محدودة وماراثون دولي نُظِّم في بيونغ يانغ في أبريل.
■ مشروع كلف عقدًا من الزمن
خلال مراسم قصّ الشريط، وصف كيم المشروع بأنه “تحول رائع إلى واقع مشرق” بعد أكثر من عشر سنوات من العمل وتزايد التكاليف. وأضاف أن المنتجع سيقود ثقافة السياحة في كوريا الشمالية، مؤكدًا أن “موجة السعادة” التي ستنطلق منه سترسخ مكانته كمنتجع “عالمي الطراز”.
■ السياحة كأداة ناعمة للزعامة
بالنسبة للمراقبين، لا تُعد هذه الزيارة مجرد نزهة عائلية، بل رسالة مزدوجة: أولًا، محاولة لتجميل وجه النظام داخليًا بعد شهور من الانتقادات الدولية بسبب البرنامج النووي ودعمه العسكري لروسيا في أوكرانيا. وثانيًا، تعزيز صورة كيم كأب ومهندس للنهضة السياحية – لا فقط زعيم عسكري.
■ كيم جو-آي: وريثة محتملة تحت الأضواء
ظهور جو-آي المستمر منذ أواخر 2022، وبشكل متزايد في مناسبات رسمية وعائلية، يعزز التكهنات بأنها تُهيَّأ لتكون أول امرأة تقود كوريا الشمالية منذ تأسيس الدولة عام 1948، في استمرار لسلالة “كيم” الحاكمة. اللافت أنها لم تعد تظهر كمجرد طفلة مرافقة، بل كشخصية حاضرة برمزية واضحة في المشهد العام.
إقرأ ايضًا:
بالتزامن مع زيارة وزير النقل.. حادث جديد علي الطريق الإقليمي بالمنوفية يثير الجدل
■ في الخلفية: صواريخ، تحالفات، وعقوبات
كل ذلك يأتي في وقت تواجه فيه بيونغ يانغ انتقادات دولية على خلفية تجاربها الصاروخية المتكررة، وتقارير تؤكد تورطها في دعم روسيا عسكريًا خلال حرب أوكرانيا، فضلًا عن استمرار العقوبات التي تخنق اقتصادها.
■ صورة الشاطئ… وصدى القصر
رغم أن المنتجع لن يغيّر وجه كوريا الشمالية في عيون العالم، إلا أنه يعكس محاولة داخلية لـ”تطبيع” الحياة في بلد محاصر، وبناء رواية موازية للزعيم: ليس فقط الرجل القوي، بل الأب البنّاء، والزعيم الذي يترك لابنته رمالًا بيضاء لا رماد حرب.
في النهاية، قد لا يتمكن أحد من الاستجمام في “ونسان كالبما” سوى نخبة النظام وبعض السائحين الروس، لكن الرسالة واضحة: عائلة كيم تحكم – وتُرفّه عن نفسها – في آنٍ واحد.