الاقتصاد

طفرة الفضة تدفع الأميركيين لبيع مقتنياتهم القديمة

ارتفاع تاريخي في أسعار الفضة يدفع الأميركيين لبيع مقتنياتهم

تشهد الولايات المتحدة موجة غير مسبوقة من الإقبال على بيع الفضة، مع استمرار طفرة الفضة التي دفعت أسعار المعدن الأبيض إلى أعلى مستوياتها منذ أكثر من عشر سنوات.

منذ بداية عام 2025، قفزت أسعار الفضة بأكثر من 27%، مما جعل السبائك والعملات والمجوهرات الفضية هدفًا للأفراد الساعين إلى الاستفادة من هذه الأسعار القياسية.

الفضة تتفوّق على الذهب بفضل الطلب الصناعي

رغم أن الذهب غالبًا ما يستحوذ على الأضواء كمخزن للقيمة، فإن طفرة الفضة أثبتت هذا العام أن المعدن الأبيض قادر على منافسة الذهب في جذب المستثمرين، بل والتفوّق عليه في بعض الأحيان.

بحسب تقديرات بنك “أوف أميركا”، فإن ما يقرب من 80% من الطلب على الفضة يأتي من القطاع الصناعي، بخلاف الذهب الذي يُستخدم بشكل أساسي في الاستثمار والمجوهرات.

الطلب الصناعي القوي، خاصة من شركات تصنيع الألواح الشمسية والإلكترونيات، شكّل المحرك الأساسي لهذه الطفرة، على الرغم من التحديات السياسية والتجارية.

الأسعار تسجّل أرقامًا قياسية

في يونيو، وبعد تراجع مؤقت في أبريل، استعادت أسعار الفضة زخمها القوي، حيث ارتفعت عقود الفضة الآجلة لتسليم يونيو إلى 36.86 دولارًا للأونصة، وهو أعلى مستوى منذ أكثر من عقد.

بالمقابل، تجاوز الذهب حاجز 3,389 دولارًا للأونصة، لكنه لم يحقق نفس الزخم الشعبي الذي شهدته الفضة في الآونة الأخيرة.

فضة

كنوز منزلية تتحول إلى سيولة

نتيجة طفرة الفضة، لجأ كثير من الأميركيين إلى بيع ما يمتلكونه من قطع فضية قديمة.

يقول روس بيغا، مدير العمليات في شركة “هارلان جي بيرك” في شيكاغو، إن الإقبال على بيع المقتنيات الشخصية ارتفع بشكل كبير، من قطع ورثها الناس إلى عملات معدنية قديمة باتت تُفحص بدقة بحثًا عن الفضة.

العملات الأميركية التي صُكت قبل عام 1965 وتحتوي على نسب عالية من الفضة تُباع اليوم بسعر يفوق 6.50 دولارات للقطعة الواحدة، مما يدفع الكثيرين للبحث في أدراجهم القديمة.

الطلب يتضاعف والفضة تباع بالكيلوغرام

يضيف بيغا أن مؤسسته ضاعفت حجم مشترياتها من الفضة، حيث باعت مؤخرًا أكثر من 1,500 أونصة لأحد العملاء، وقطعتين تزن كل منهما 1,000 أونصة لعميلين آخرين، في مؤشر على ازدهار تجارة الفضة.

برز مجددًا مصطلح “Stackers” أي هواة جمع الفضة، وهم أشخاص يشترون كميات صغيرة من الفضة بانتظام كنوع من الادخار، أو استباقًا لأي ارتفاعات جديدة.

يقول أندري هنيتشاك، صاحب متجر “هونست كوين شوب” في نيوجيرسي: “الطلب ارتفع بنسبة 20%… الناس يريدون حماية أنفسهم من مستقبل غير مؤكد”.

في موقف طريف، عثر عامل هدم على كنز من العملات الفضية داخل جدار أحد المنازل، قُدرت قيمته بأكثر من 20 ألف دولار.

تحديات مستقبلية.. ولكن الزخم مستمر

رغم الزخم الكبير، يحذر بعض المحللين من أن استمرار ارتفاع الأسعار قد يدفع بعض الصناعات إلى البحث عن بدائل أقل تكلفة من الفضة، أو تقليل الكميات المستخدمة.

كما أن جزءًا من الطلب الصناعي، خاصة من الصين، ربما تم تقديمه إلى الربع الأول من 2025 خوفًا من قيود أميركية محتملة.

في خطوة رمزية، وقّع حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس قانونًا يسمح باستخدام بعض العملات الفضية والذهبية كوسيلة دفع قانونية إلى جانب الدولار الأميركي، مما يعكس تنامي الثقة العامة في المعادن الثمينة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى