عربي وعالمي

روسيا تستعرض ترسانتها الصاروخية لردع كييف وتوسيع خيارات الهجوم العسكري

من الصواريخ الفرط صوتية إلى النووية العابرة للقارات… موسكو تملك اليد العليا

في أعقاب الهجوم الجريء الذي نفذته أوكرانيا باستخدام طائرات مسيّرة داخل العمق الروسي – والمعروف باسم “عملية شبكة العنكبوت” – والذي استهدف مطارات عسكرية روسية ضعيفة التأمين، جاء الرد الروسي سريعًا وحاسمًا بهجوم صاروخي مكثف على العاصمة كييف.

ويؤكد خبراء أن هذا الرد لم يكن مفاجئًا، نظرًا لامتلاك روسيا ترسانة صاروخية تُعد من بين الأوسع والأكثر تنوعًا عالميًا، قادرة على تنفيذ هجمات تكتيكية دقيقة وضربات نووية استراتيجية.

من تراث الحرب الباردة إلى الحروب الحديثة

لطالما ارتبطت صورة الصاروخ الروسي في المخيلة الغربية بسيناريوهات المواجهة النووية خلال الحرب الباردة. لكن اليوم، تطورت هذه الترسانة لتصبح أكثر مرونة وتعددًا في الاستخدام، حيث باتت قادرة على تنفيذ مهام مزدوجة: الردع النووي الاستراتيجي من جهة، وتوجيه ضربات دقيقة تقليدية في ساحات المعارك من جهة أخرى.

صواريخ روسيا الباليستية العابرة للقارات

RS-24 “يارس”: صاروخ قابل للنقل أو الإطلاق من صوامع ثابتة، مزود برؤوس حربية متعددة، ويصل مداه إلى 11,000 كيلومتر.

RS-28 “سارمات”: صاروخ ثقيل متطور صُمم لاختراق أنظمة الدفاع الصاروخي، ويصل مداه إلى 18,000 كيلومتر.

“توبول-إم”: صاروخ نووي بمدى مماثل (11,000 كم)، قابل للإطلاق من قواعد ثابتة أو متحركة.

“أفانغارد”: مركبة انزلاقية فرط صوتية، تُركب على صواريخ عابرة للقارات، تجمع بين السرعة العالية والقدرة على المناورة، ما يجعل اعتراضها أمرًا بالغ الصعوبة.

الذراع البحرية: الصواريخ الباليستية التي تُطلق من الغواصات

R-29RMU/RMU2: صواريخ تُطلق من غواصات “دلتا IV”، يصل مداها إلى 12,000 كيلومتر.

“بولافا” RSM-56: مصممة لغواصات “بوريه” الحديثة، وتزيد مداها عن 8,000 كيلومتر، مع قدرة عالية على اختراق الدفاعات.

الصواريخ الجوالة الأرضية (GLCM)

9M729: صاروخ نووي بمدى يراوح بين 2,000 و2,500 كيلومتر، وكان موضع جدل بسبب خرقه لمعاهدة القوى النووية المتوسطة (INF).

“كاليبر”: منظومة مرنة يمكن استخدامها ضد أهداف برية أو بحرية أو حتى غواصات، أثبتت فاعليتها في عدد من الصراعات.

تفوق روسي في الأسلحة التكتيكية

ضمن الترسانة التكتيكية، تمتلك روسيا مجموعة متنوعة من الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى، ومن أبرزها:

إسكندر-إم: صاروخ أرض-أرض بمدى يصل إلى 500 كيلومتر، أُستخدم مؤخرًا في الضربات على العاصمة الأوكرانية.

الجيل الجديد: الصواريخ الفرط صوتية

“كينجال” Kh-47M2: صاروخ يُطلق جوًا من طائرات ميغ-31 أو تو-22، تصل سرعته إلى أكثر من 8 أضعاف سرعة الصوت، ومداه نحو 2,000 كيلومتر.

“زيركون” Zircon: صاروخ يُطلق من السفن أو الغواصات، يتميز بالسرعة الفائقة والدقة العالية، ويصل مداه إلى نحو 1,000 كيلومتر.

الصواريخ الجوالة المحمولة جوًا (ALCM)

Kh-101 / Kh-102: طرازان من نفس الصاروخ، أحدهما تقليدي والآخر نووي، ويصل مداهما إلى 5,500 كيلومتر.

Kh-55 / Kh-555: نسخ أقدم لكنها لا تزال في الخدمة، بمدى يصل إلى نحو 2,500 كيلومتر.

خلاصه: تنوع ترسانة روسيا يعزز قدراتها الهجومية والردعية

تمتلك روسيا منظومة صاروخية تتيح لها تنفيذ ضربات من منصات بحرية، برية، وجوية، بما يشمل القدرة على الردع النووي أو شنّ هجمات تقليدية دقيقة. ومع تصاعد التوتر حول نية موسكو توجيه ضربات جديدة إلى كييف، تتزايد المخاوف الدولية من اتساع نطاق استخدام هذه الأسلحة، خصوصًا في ظل تراجع الالتزام بالاتفاقيات الدولية الخاصة بالحد من التسلح، وتزايد الطابع الهجومي في العقيدة العسكرية الروسية.

اقرأ أيضاً:

نصر كاشف لامريح:فوز زهران مامداني وفضح قبح الاسلاموفوبيا السياسية في امريكا

علياء حسن

علياء حسن صحفية مصرية تحت التدريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى