علوم وتكنولوجيا

بولندا تُسرّع تسليحها الفضائي لمواجهة روسيا: نحو معركة في المدار؟

وارسو تراهن على الأقمار الصناعية كسلاح استراتيجي للقرن الحادي والعشرين

بينما تتجه الأنظار نحو ساحات المعارك التقليدية في أوكرانيا، تتحرك بولندا بهدوء نحو جبهة جديدة الفضاء؛ إذ تعكف وارسو على بناء بنية تحتية فضائية عسكرية .

مما تضعها ضمن أوائل الدول الأوروبية التي تراهن على الأقمار الصناعية كسلاح ردع واستطلاع في مواجهة موسكو، ويأتي هذا التوجّه في ظل تراجع الدعم الأميركي المحتمل بعد فوز ترامب، وتنامي الشعور لدى الأوروبيين بالحاجة إلى قدرات دفاعية مستقلة.

أقمار صناعية بولندية في المدار… والهدف: روسيا

وقّعت بولندا في عام 2023 عقدًا مع شركة “إيرباص” لتزويدها بقمرين صناعيين عسكريين يُتوقع إطلاقهما بحلول 2027، ثم سرّعت خططها بشراء أربع أقمار صغيرة من شركة Creotech البولندية عام 2024، بقيمة 134 مليون دولار.

هذه الأقمار تدور في المدار المنخفض حول الأرض (LEO)، ومزوّدة بأجهزة تصوير ضوئي وحراري، تتيح رصد تحركات القوات الروسية بدقة، وتقديم بيانات استخباراتية في الوقت الفعلي.

وكالة فضائية بولندية لمهام عسكرية

أسست الحكومة البولندية “وكالة الاستطلاع الفضائي والخدمات الجيومكانية”، التي تتولى تشغيل هذه الأقمار وتوجيهها نحو أهداف عسكرية محددة.

تعد هذه الخطوة مؤشرًا على رغبة وارسو في بناء قدرة استخباراتية مستقلة، تعتمد على “الذكاء من الأعلى” في الميدان.

سباق فضائي إقليمي… من يتبع بولندا؟

محللون يرون أن النموذج البولندي قد يُلهم دولًا أوروبية أخرى، خاصة تلك القريبة من روسيا، لتطوير برامج مشابهة في مجال الأقمار الصناعية، بهدف تعزيز قدراتها الاستخباراتية وتجاوز الاعتماد الكامل على واشنطن.

بين الفضاء والخوف من فراغ أميركي

في ظل مخاوف أوروبية من انسحاب تدريجي للدعم الأميركي تحت إدارة ترامب الثانية، تسعى بولندا لتعويض هذا الغياب بتقنيات فضائية تمنحها تفوقًا نسبيًا في المعركة الاستخباراتية.

يري مراقبون أن هذه التكنولوجيا تمنح الدول الصغيرة قدرة “مضاعفة القوة” عبر تحسين التنسيق والرصد والجاهزية.

تدرك بولندا أن معارك المستقبل قد تُحسم من الفضاء، لا من الأرض فقط. وبينما يتغير ميزان القوى في أوروبا الشرقية، تتحوّل الأقمار الصناعية من أدوات مراقبة إلى أذرع ردع استراتيجية، في معركة لا تزال تدور في المدار… ولكن قد تحسم مصير الأرض

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى