الاقتصاد

الرسوم الجمركية الأمريكية تهز آسيا: صراع صادرات ومناورات اقتصادية متسارعة

آسيا تواجه تداعيات قرار ترامب بفرض رسوم 10% وتبحث عن بدائل تجارية

مع اقتراب موعد تنفيذ قرار أمريكي جديد بفرض رسوم جمركية شاملة بنسبة 10% اعتبارًا من 9 يوليو، تتسابق دول آسيا للحد من التأثير المدمر على صادراتها الحيوية. في ظل مساعي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإعادة التفاوض على الاتفاقات التجارية، تشهد أوساط التصنيع الآسيوي ارتباكًا كبيرًا، مع بدء الشركات بخفض الأسعار، وتسريع الشحنات، والبحث عن أسواق بديلة.

باكستان: الموردون الكبار في مأزق

شركة “إنترلوب” الباكستانية، أحد كبار موردي “نايكي”

شركة “إنترلوب” الباكستانية، أحد كبار موردي “نايكي”، تواجه ضغوطًا شديدة بسبب الرسوم الأمريكية الجديدة. الشركة تصدر ما قيمته 220 مليون دولار سنويًا، لكنها اضطرت لخفض الأسعار بالفعل لصالح عملائها مثل “تارجت”. المدير التنفيذي مصدق ذو القرنين حذر من كارثة محتملة إذا ارتفعت الرسوم إلى 29%.

وللخروج من الأزمة، تعمل الشركة على تسريع مشروع مصنعها في مصر – حيث الرسوم أقل – وتبحث عن فرص في أوروبا وروسيا، رغم المنافسة الصينية.

الصين: هدوء وثقة رغم ارتفاع الرسوم

الشركة تعتمد على نظام “Free on Board

رغم أن الرسوم المفروضة على الإلكترونيات الصينية قد تصل إلى 55%، فإن بعض الشركات مثل “تشارمينغ LED” تبدي ثقة في قدرتها على الاستمرار. الشركة تعتمد على نظام “Free on Board” مما يُحمل المشتري الأمريكي تكلفة الرسوم.

الصين تهيمن على أكثر من 95% من واردات مصابيح LED إلى أمريكا، ما يجعل استبدالها تحديًا كبيرًا. ويبدو أن الشركات لم تعد تعتبر السوق الأمريكية بنفس الأهمية السابقة.

كوريا الجنوبية: صناعة التكنولوجيا على المحك

تخطط الشركة لتوسيع وجودها في الأسواق الآسيوية المحلية

شركة “دونغوون آناتيك”، المزود الأساسي لشركة سامسونغ، تتوقع ضغوطًا لخفض أسعارها بعد الرسوم الجديدة، لكنها تواجه صعوبة بسبب تكاليف العمل المرتفعة.

استجابةً لذلك، تخطط الشركة لتوسيع وجودها في الأسواق الآسيوية المحلية، حيث تباع المنتجات دون أن تتأثر بالرسوم الأمريكية.

فيتنام: خسائر حتمية مقابل الانتشار الدولي

شركة “فونغ ثانه كونغ” الفيتنامية التي تصدر البن العضوي إلى أمريكا، تضررت من رسوم جمركية بلغت 46%. بالرغم من ذلك، قررت الشركة البقاء في السوق الأمريكية وتقديم خصومات كبيرة، على أمل أن يُعدّ ذلك خطوة استراتيجية لاكتساب الثقة ودخول أسواق أخرى.

الشركة تتوقع انخفاضًا بنسبة 15% في أرباحها الشهرية، لكنها تراهن على تغييرات سياسية مستقبلية في واشنطن.

اليابان: توزيع المخاطر عبر شبكة إنتاج عالمية

شركة “NOK” اليابانية استفادت من انتشار مصانعها عالميًا، إذ تمتلك 15 مصنعًا يمكنها من خلالها تزويد العملاء من داخل الولايات المتحدة، لتجنب الرسوم.

كما تعمل الشركة على تنويع نشاطها بعيدًا عن قطاع السيارات، بالتركيز على معدات الطاقة وأشباه الموصلات، إضافةً إلى خطط للاستحواذ على شركات متضررة من الرسوم.

خلاصه: آسيا تعيد رسم خريطتها التجارية

التجارب المتنوعة من باكستان إلى اليابان تكشف أن آسيا أمام تحدٍّ حقيقي لإعادة تشكيل بنيتها التجارية. في ظل غموض يلف سياسات واشنطن، تتبنى الشركات استراتيجيات جديدة تقوم على التنويع، وخفض التكاليف، وتوسيع القواعد الإنتاجية خارج الولايات المتحدة. يبدو أن خريطة التجارة الآسيوية تدخل مرحلة إعادةرسم عميقة، مدفوعة بقرارات إدارة ترامب الثانية.

اقرأ أيضاً:

الاقتصاد البريطاني ينكمش وألمانيا تعلن العوده بقوه عبر خطة أنفاق تاريخية

علياء حسن

علياء حسن صحفية مصرية تحت التدريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى