عربي وعالمي

اغتيال سياسي يهز مينيسوتا: مقتل نائبة بارزة وزوجها ونجاة سيناتور بأعجوبة.

كمين مروّع بزي شرطة، وقائمة اغتيالات تثير الذعر السياسي في أمريكا.

في مشهد يبدو وكأنه مقتطع من فيلم تشويق سياسي، استيقظت ولاية مينيسوتا صباح السبت على واحدة من أكثر الجرائم دموية وإثارة للقلق في تاريخها الحديث. فقد قُتلت النائبة الديمقراطية ميليسا هورتمن وزوجها مارك، وأُصيب السيناتور جون هوفمان وزوجته، بعد هجوم دموي نفذه مسلح مجهول متنكر في زي شرطة، ضمن ما وصفه الحاكم بأنه “اغتيال سياسي مدفوع ومخطط بعناية.”

 

الهجوم: كمين بزي شرطة وزيارة قاتلة في الفجر:

بحسب ما كشفت شرطة بروكلين بارك، استخدم القاتل سيارة تشبه مركبات الشرطة الرسمية، مزودة بأضواء الطوارئ، وكان يرتدي زياً مُزيفاً يحمل شارة تشبه شارات الشرطة، ما أتاح له الوصول إلى منزل النائبة دون إثارة الشكوك. وعند الساعة الثالثة والنصف فجراً، وأثناء استجابة الشرطة لبلاغ بشأن إطلاق نار على السيناتور هوفمان، لاحظ الضباط شخصاً يرتدي زي الشرطة يغادر منزل هورتمن. وما إن حاولوا الاقتراب منه حتى بادر بإطلاق النار عليهم، قبل أن يلوذ بالفرار من الباب الخلفي.

 

“قائمة اغتيال”: هدفه لم يكن فرداً واحداً فقط

التحقيقات كشفت عن تطور خطير: داخل سيارة المهاجم، عثرت الشرطة على قائمة بأسماء عدد من المسؤولين المنتخبين، ما يشير إلى نية مبيتة لاستهداف عدة شخصيات سياسية. ومكتب التحقيقات الجنائية في الولاية أعلن أن بعض المصابين والمستهدفين في الحادثة وردت أسماؤهم في القائمة، دون تحديد ما إذا كان الدافع سياسياً أيديولوجياً أم شخصياً. لكن الوصف العام حتى اللحظة يصنف الحادث ضمن “العنف السياسي الموجه”.

 

تحذيرات أمنية وإلغاء احتجاجات:

تزامن الهجوم مع احتجاجات مزمعة ضمن حملة “No Kings” المناهضة لإدارة ترامب، ما دفع السلطات إلى إلغاء عدة تجمعات عامة كإجراء احترازي. في موازاة ذلك، تم تشديد الإجراءات الأمنية حول أعضاء برلمان الولاية والمسؤولين المحليين، خصوصاً بعد اكتشاف القائمة التي تُظهر أن هناك خططاً لاستهداف سياسيين آخرين.

تحذير غير مسبوق: لا تفتحوا الباب لأي شرطي بمفرده

رئيس شرطة المدينة وجّه تحذيراً مباشراً للسكان: “لا تفتحوا الباب لأي شخص يدّعي أنه ضابط شرطة إذا لم يكن برفقته زميل آخر وبطاقة تعريف رسمية.” وقد تم استجواب عدد من المشتبه فيهم، لكن لم يُحتجز أحد حتى الآن، والجاني لا يزال طليقاً.

الحاكم والتز: “ما حدث ليس صدفة… بل إرهاب سياسي”

وفي مؤتمر صحفي مؤثر، لم يتمالك الحاكم تيم والتز مشاعره وهو ينعى النائبة هورتمن: “كانت ميليسا هورتمن من أنقى من خدموا هذه الولاية… عموداً من أعمدة الديمقراطية.”

وأضاف: “ما رأيناه ليس جريمة عادية، بل عمل إرهابي سياسي ممنهج. نختلف في السياسة، نعم. لكننا لا نلجأ إلى البنادق لحسم الخلافات.”

 

ردود أفعال واشنطن: ترامب والـFBI يدخلان على الخط

أصدر الرئيس السابق دونالد ترامب بياناً أدان فيه الهجوم، واصفاً إياه بـ”الاستهداف السياسي الخطير”.
بدورها، أعلنت وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) فتح تحقيق موسّع، مع وعود بمحاسبة كل من خطّط أو دعم الهجوم.

 

عنف سياسي متصاعد: أمريكا على مفترق طرق

تأتي هذه الجريمة في وقت حساس تشهده الولايات المتحدة، حيث تتصاعد نبرة العنف السياسي مع اقتراب الانتخابات، وسط استطلاعات تظهر أن أقلية متزايدة من الأمريكيين باتت ترى العنف كأداة سياسية “مبررة أحياناً”.

بينما لا تزال السلطات تبحث عن المهاجم، تعيش مينيسوتا  وربما البلاد بأكملها على وقع سؤال مرعب: من التالي؟

سولين غزيم

صحفية سورية متخصصة فى الفن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى