حوادث وقضايا

تل ابيب وطهران على صفيح ساخن تصعيد عسكري وضربات عابرة للحدود وواشنطن تستعد للاسوا

حرب إقليمية محتملة: تصعيد عسكري بين إسرائيل وإيران"*

في تطور خطير يعكس تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه نفذ ضربة عسكرية “عميقة داخل الأراضي الإيرانية”، أسفرت عن مقتل قائد هيئة الأركان العامة للحرب في إيران، علي شادماني، والذي تولى المنصب بعد مقتل سلفه الأسبوع الماضي في هجوم إسرائيلي مماثل. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إيفي ديفرين، إن العملية استهدفت قدرات إيران النووية والبالستية ومراكز القيادة.

 

في الوقت ذاته، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية عن تشكيل خلية أزمة تعمل على مدار الساعة لتقديم الدعم للمواطنين الأمريكيين والمقيمين الدائمين الساعين لمغادرة الشرق الأوسط، مع التأكيد على عدم وجود خطط لإجلاء جماعي في الوقت الراهن.

 

من جهة أخرى، تشهد العاصمة الإيرانية طهران “انفجارات عنيفة”، وفق ما أوردته وكالة أنباء “إرنا” الرسمية، دون مزيد من التفاصيل عن الخسائر المحتملة أو المواقع المستهدفة.

تحركات إقليمية ودولية مكثفة: تحذيرات عربية وانتشار عسكري غربي

على المستوى الإقليمي، دعت كل من مصر والإمارات إلى ضبط النفس. وناشد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي بوقف إطلاق النار خلال مكالمات هاتفية مع المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط ونظيره الإيراني. أما الإمارات، فقد حذرت من أن “الخطوات المتهورة وغير المحسوبة” قد تشعل حربًا إقليمية واسعة النطاق.

بالتوازي، دفعت المملكة المتحدة بطائرات مقاتلة تابعة لسلاح الجو الملكي إلى الشرق الأوسط لحماية مصالحها في كل من قبرص وعمان من التهديدات الإيرانية، بحسب ما أعلنه وزير الدفاع البريطاني.

تصعيد أمريكي مباشر: تهديدات ترامب وردود سياسية داخلية

في واشنطن، تعقد إدارة ترامب اجتماعات أمنية طارئة في “غرفة العمليات” بالبيت الأبيض. وكان الرئيس الأمريكي قد نشر على منصته “تروث سوشيال” منشورًا قال فيه إن الولايات المتحدة تعرف مكان المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، لكنها اختارت “عدم اغتياله في الوقت الحالي”، مطالبًا بـ”استسلام غير مشروط” من طهران، ومعلنًا أن أمريكا باتت “تسيطر بالكامل على الأجواء الإيرانية”.

 

ردًا على ذلك، طالب السيناتور الديمقراطي بيرني ساندرز بمنع أي تحرك عسكري ضد إيران دون تفويض من الكونغرس، بينما قال السيناتور الجمهوري جي دي فانس إن الرئيس أظهر “ضبط نفس استثنائي” لكنه قد يضطر لاحقًا “لاتخاذ إجراءات لإنهاء تخصيب اليورانيوم الإيراني”.

 

ضربات متبادلة ودمار تحت الأرض: حرب الظل تتحول إلى مواجهة مفتوحة

 

القيادة العسكرية الإيرانية دعت سكان حيفا وتل أبيب إلى الإخلاء الفوري، في وقت أكدت فيه وسائل إعلام رسمية أن الحرس الثوري الإيراني استهدف مقرات الموساد والاستخبارات العسكرية الإسرائيلية في تل أبيب. من جهتها، قالت إسرائيل إنها نفذت سلسلة من الضربات الواسعة في غرب إيران استهدفت عشرات منصات الصواريخ، مؤكدة أنها لم تضرب منشأة “فوردو” النووية بعد، لكنها “لا تستبعد ذلك”.

 

وأكدت وكالة الطاقة الذرية الدولية أن منشأة “نطنز” لتخصيب اليورانيوم تعرضت لأضرار مباشرة نتيجة القصف الإسرائيلي، ما يعكس تحول الصراع من الحرب السيبرانية إلى المواجهة العسكرية المفتوحة.

 

حرب إلكترونية موازية: اختراق مصرفي واسع النطاق في إيران

في سياق متصل، كشفت تقارير عن تعرض “بنك سبه” الإيراني لهجوم سيبراني كبير أدى إلى شلل في خدماته المصرفية. وأعلنت مجموعة “العصافير المفترسة” (Predatory Sparrows) مسؤوليتها عن الهجوم، وهي مجموعة يشتبه في ارتباطها بإسرائيل، رغم نفيها الرسمي. المجموعة نفسها سبق أن عطلت شبكة توزيع الوقود في إيران عام 2021، وتسببت في شلل السكك الحديدية واندلاع حرائق بمصانع للصلب.

إجلاءات متسارعة ودعوات للتهدئة

تزامنًا مع تصاعد القصف، فر أكثر من 600 شخص من 17 جنسية مختلفة من إيران إلى أذربيجان خلال الأيام الخمسة الماضية، بينما بدأت شركة “العال” الإسرائيلية تسيير رحلات لإعادة العالقين. كما قامت سلوفاكيا بإجلاء رعاياها ورعايا دول أوروبية أخرى بطائرات حكومية.

الوضع في الشرق الأوسط يتجه بسرعة نحو حرب إقليمية شاملة، مع تداخل الضربات العسكرية، والتصعيد السياسي، والحرب السيبرانية. وبينما تحاول بعض الدول كبح جماح التصعيد، يبدو أن إسرائيل والولايات المتحدة مصممتان على تحجيم القدرات الإيرانية، فيما تصر طهران على الرد بكل الوسائل المتاحة. الأيام المقبلة ستكون حاسمة في تحديد ما إذا كان هذا الصراع سيبقى محدودًا أم ينزلق إلى مواجهات لا يمكن التنبؤ بنتائجها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى