سباق الذكاء الاصطناعي… هل تبرر الحماسة استثمارات تتجاوز 400 مليار دولار؟
منصات كبرى تراهن على المستقبل

في وقت تتسابق فيه كبرى شركات التكنولوجيا مثل OpenAI، وغوغل، ومايكروسوفت، وميتا، لضخ استثمارات ضخمة في البنى التحتية للذكاء الاصطناعي، تُطرح تساؤلات جوهرية: هل سيستمر الطلب بما يكفي لتبرير هذه القفزة الاستثمارية الهائلة؟ أم أن الصناعة تدخل فقاعة جديدة من “فرط الاستثمار” لا تختلف كثيرًا عن أزمات تقنيات الماضي؟
وفقًا لتقرير حديث من بنك UBS، فإن حجم الاستثمارات المتوقعة في الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2025 قد يتجاوز 400 مليار دولار، مما يضع القطاع تحت مجهر التقييم المالي والاقتصادي الدقيق.
ثلاث ركائز تدفع الطلب إلى الأمام… ولكن ليست كلها قوية
يستند زخم الذكاء الاصطناعي إلى ثلاث قوى رئيسية:
- تدريب النماذج المتقدمة
- الاستخدامات الفردية (مثل ChatGPT)
- تطبيقات المؤسسات والشركات
وفقًا لـUBS، فإن المحورين الأول والثاني يشهدان تسارعًا لافتًا، خصوصًا مع تجاوز عدد مستخدمي ChatGPT النشطين أسبوعيًا حاجز 600 مليون.
ذلك إلى جانب توسّع OpenAI في شراكاتها مع Oracle وCoreWeave، واستمرار Microsoft في ضخ استثمارات ضخمة في البنية التحتية.
لكن الحلقة الأضعف تظل في القطاع المؤسسي، حيث أن 14% فقط من الشركات تطبق الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع، وسط مخاوف تتعلق بالحوكمة، وتحديات العائد الاستثماري غير المحسوم بعد.
UBS: الانتقال إلى الشركات قادم… لكن “الفراغ المؤقت” يهدد
رغم هذا الواقع، يبدي التقرير تفاؤله بمستقبل القطاع، متوقعًا أن يتحول مركز الثقل تدريجيًا نحو المؤسسات بحلول 2026، إلا أنه يقر بمخاطر ما يسميه “الفراغ المؤقت”؛ أي تراجع في طلب المستهلكين قبل أن تنضج البنية التحتية المؤسسية لملء الفراغ.
في المقابل، يستمر الطلب القوي على وحدات المعالجة الرسومية (GPUs)، مما يُبقي استثمارات السحابة، والذاكرة، والشبكات، عند مستويات قياسية.
خارطة المستفيدين: من الرقائق إلى البرمجيات
تشير البيانات إلى استفادة فئات محددة بوضوح من طفرة الاستثمار:
- Nvidia في صدارة موردي المعالجات.
- Broadcom وMicron في مجال الشبكات والذاكرة.
- TSMC التايوانية تظل ركيزة في سلسلة التوريد العالمية.
- في البرمجيات، تبرز Oracle وSnowflake كمزودين للبنية التحتية للبيانات، بينما تبدو ServiceNow مؤهلة للتفوق.
- أما في عالم الإنترنت، فتراهن UBS على Meta بفعل أدواتها الذكية للإعلانات والمستخدمين.
في العتاد، تبرز أسماء مثل Arista Networks وCiena وWistron Corp كجهات لها انكشاف كبير على دورة الاستثمار الراهنة.
اقرأ ايضا:
قفزة في انبعاثات غوغل بسبب الذكاء الاصطناعي تهدد خططها البيئية
تكاليف تتراجع… ولكن الحاجة للقدرة الحاسوبية ترتفع أكثر
رغم أن تكلفة معالجة مليون رمز في نماذج الذكاء الاصطناعي قد تهبط من 115 دولارًا (2023) إلى 2 دولار فقط (2027)، فإن الطلب على الطاقة الحوسبية يرتفع بشكل هائل بسبب تعقيد النماذج وتوسّع “النوافذ السياقية”.
نتيجة لذلك، يتوقع أن يتضخم سوق مسرّعات الذكاء الاصطناعي إلى أكثر من 300 مليار دولار في 2027، صعودًا من 125 مليارًا هذا العام.
مبادرات سيادية تعزز الزخم… لكن من المستفيد الحقيقي؟
يدعم هذا الزخم استثمارات سيادية بارزة، مثل مشروع Stargate في تكساس، ومبادرات البنية التحتية في أبو ظبي. لكن يبقى السؤال: من يستفيد؟
الاستفادة تتركز حاليًا في أيدي عدد محدود من الشركات، بينما يفتقر جزء كبير من السوق — خصوصًا المؤسسات التقليدية — إلى البنية الرقمية والبيانات اللازمة للاستفادة الفعلية.
ورغم أن أكثر من 60% من الشركات بدأت استخدام الذكاء الاصطناعي بدرجة أو بأخرى، فإن قلة فقط استطاعت توسيع نطاق استخدامه لتصل إلى نقطة العائد الحقيقي