إيران والملف النووي بعد الضربات الأمريكية والإسرائيلية: بين التصعيد والسيطرة الرمزية
ضربات غير حاسمة وردود دبلوماسية متصاعدة ترسم مشهدًا جديدًا للردع والمواجهة في الشرق الأوسط

رغم القصف المكثف الذي استهدف منشآت نووية بارزة كـ”نطنز” و”فوردو”، إلا أن تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية تؤكد أن إيران لا تزال تملك القدرة على استئناف التخصيب خلال أشهر. فالبنية التحتية المعرفية والتقنية لم تُدمر بالكامل، ما يعكس محدودية القصف كأداة ردع استراتيجية.
تجميد التعاون مع الوكالة الدولية: تصعيد دبلوماسي أم ورقة ضغط؟
إيران علّقت تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في خطوة تُقرأ كمحاولة لاستعادة السيطرة السياسية، لكنها في الوقت ذاته تقلق المجتمع الدولي. المدير العام للوكالة، رافائيل غروسي، أشار إلى أن ما لم تتم مراقبته قد يكون أخطر بكثير مما تم توثيقه.
دعم ترامب لنتنياهو: تسييس العدالة في خدمة الحرب
في تناقض واضح، يدعم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تأجيل محاكمة نتنياهو بحجة “الأمن القومي”، بينما تشارك واشنطن في عمليات عسكرية ضد إيران. هذا الدمج بين السياسي والعسكري والقضائي يكشف عن استغلال الصراعات الخارجية لصالح حسابات داخلية.
الشكوى الإيرانية إلى الأمم المتحدة: تدويل الصراع وتحميل المسؤولية
طهران لجأت إلى مجلس الأمن الدولي، مطالبة بالاعتراف بإسرائيل وأمريكا كدول معتدية، وطالبت بتعويضات عن الأضرار البشرية والمادية. هذه الخطوة تهدف إلى نزع الشرعية عن الهجوم وتصويره كعدوان لا كدفاع وقائي، في محاولة لكسب تعاطف دولي وخاصة من معارضي واشنطن.
محور جديد: تعاون روسي – كوري شمالي – إيراني في مواجهة الغرب
زيارة وفد روسي رفيع المستوى لكوريا الشمالية وتوقيع اتفاقات تعاون، بالتوازي مع التقارب مع إيران، يؤشر إلى تشكل محور استراتيجي جديد. هذا المثلث يعزز مواقف الدول الثلاث في مواجهة العقوبات الغربية، ويعيد رسم خريطة التحالفات الدولية.
إسرائيل في مأزق: نتائج عسكرية محدودة وتراجع إعلامي
رغم أن الضربات أودت بحياة أكثر من 600 شخص في إيران، إلا أن البرنامج النووي لم يُشل تمامًا، وإيران ردت على الهجمات باستهداف قواعد أمريكية ومواقع إسرائيلية. كما أن التعتيم الإعلامي على الخسائر داخل إسرائيل يثير تساؤلات حول فاعلية العملية ومصداقية الرواية الرسميه.
صوت أوروبي خافت وتحذيرات من “غفلة قاتلة”
الاتحاد الأوروبي، عبر تصريحات جوزيب بوريل، بدأ يُظهر قلقًا متزايدًا من تدهور الوضع القانوني في الشرق الأوسط، مطالبًا بسياسة أوروبية أكثر استقلالًا عن واشنطن. لكن التحرك لا يزال في إطار التصريحات، دون خطوات فعلية على الأرض.
هل تتجه إيران نحو “ردع نووي رمزي”؟
إيران قد لا تسعى لامتلاك سلاح نووي فعلي، بل إلى تطوير قدرة “ردع رمزي” من خلال رفع نسب التخصيب. هذه الخطوة، وإن كانت محفوفة بالمخاطر، قد تمثل ضمانة لأمنها القومي وسط تهديدات متواصلة من تحالف أمريكي – إسرائيلي – خليجي.