التحذير الأميركي: هل ستُبرم صفقة مع السعودية على حساب إسرائيل؟
الولايات المتحدة "تفقد صبرها" إزاء تعامل الحكومة الإسرائيلية مع ملف مفاوضات الأسرى مع حماس.

في تحول ملحوظ في نبرة الخطاب الأميركي تجاه إسرائيل، كشف تقرير إخباري عن تصريحات مسؤول رفيع في إدارة الرئيس دونالد ترامب، حيث أشار إلى أن الولايات المتحدة “تفقد صبرها” إزاء تعامل الحكومة الإسرائيلية مع ملف مفاوضات الأسرى مع حماس.
وأكد المسؤول أن واشنطن مستعدة لإبرام اتفاق استراتيجي مع السعودية، حتى لو اختارت إسرائيل البقاء خارج هذه الصفقة.
لقاء خاص يكشف الموقف الأميرك
جاء هذا الموقف خلال لقاء خاص عُقد بين المسؤول الأميركي وعدد من عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس في قطاع غزة، وقد تم ذلك مساء الاثنين، وفقًا لما أفادته قناة “N12” الإسرائيلية. أوضح الحاضرون أن المسؤول، الذي لم يُفصح عن اسمه، عبر عن امتعاضه من الأداء الإسرائيلي، وأشار إلى أن الرئيس ترامب يشعر بإحباط متزايد من مماطلة تل أبيب في التقدم نحو حل تفاوضي.
تهديد دبلوماسي وتطور العلاقات
وفي سياق حديثه، نقل المشاركون عن المسؤول قوله: “إذا كانت إسرائيل حتى الآن تدفع ثمن عدم إنهاء الحرب، فإن الثمن المقبل سيكون أثقل — ولن يتحمله الأسرى وحدهم”.
كما أشار إلى أن وقف إطلاق النار الأخير مع الحوثيين في اليمن ليس سوى خطوة تمهيدية ضمن رؤية أميركية أوسع لإعادة تشكيل التحالفات في الشرق الأوسط. وأضاف: “حتى صفقة القرن قد تحدث من دون إسرائيل إذا لم تستفق وتلتحق بركب التغيير”.
هذا التحذير بعزل إسرائيل عن اتفاق استراتيجي بهذا الحجم يُعتبر تطورًا غير مسبوق في العلاقة التقليدية التي غالبًا ما اتسمت بدعم أميركي شبه مطلق لتل أبيب، خاصة في الملفات الأمنية والسياسة الإقليمية. وقد عبّر عدد من عائلات الأسرى عن صدمتهم من نبرة المسؤول الأميركي، التي اعتبروها قاسية وغير معتادة من حليفهم الأقرب.
التعثر في مفاوضات الأسرى
يأتي هذا الموقف في وقت تتعثر فيه مفاوضات إطلاق سراح الأسرى، حيث تواصل الحكومة الإسرائيلية العمليات العسكرية كوسيلة للضغط على حماس، وهو الأمر الذي يتعارض مع رؤية واشنطن، التي ترى أن استمرار الصراع قد يُزيد من المخاطر على حياة المحتجزين. وأعرب المسؤول الأميركي عن تعاطفه مع هذه المخاوف، مؤكدًا أن استمرار العمليات العسكرية لا يتماشى مع الجهود الدبلوماسية الحالية.
دعوة للتغيير في العلاقات الإقليمية
في تصريح يُبرز حجم الاستعجال الأميركي لتطوير ترتيبات جديدة، صرح المسؤول: “نأمل أن تلتحق إسرائيل بالقطار التاريخي الذي انطلق، لكن الولايات المتحدة لن تنتظرها على الرصيف”.
وأكد أن الشراكة مع السعودية تُبنى ليس فقط على مواجهة النفوذ الإيراني، بل كإطار متكامل يُعيد رسم التحالفات الإقليمية وفق رؤية جديدة، حتى لو تطلب ذلك تجاوز الموقف الإسرائيلي الحالي.
توقّعات لقرار إقليمي متغير
بحسب التقرير، فإن إدارة ترامب ترى في الصفقة مع الرياض خطوة حاسمة نحو تعزيز الاستقرار الإقليمي وتوسيع مسار التطبيع. في ظل عدم قدرة أو رغبة الحكومة الإسرائيلية الحالية في مجاراة هذا التوجه، قد تجد نفسها، للمرة الأولى منذ عقود، خارج قرار إقليمي تحدده واشنطن دون مشاركتها.