إسرائيل تصعد استيطانها بإقرار إنشاء 22 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية
قرار إسرائيلي يثير توترات جديدة ويقوض فرص حل الدولتين

في خطوة من شأنها تصعيد التوترات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أعلنت الحكومة الإسرائيلية خططًا لإقامة 22 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية، تشمل تقنين بؤر استيطانية تم إنشاؤها سابقًا دون موافقة رسمية. جاء القرار بعد تصويت سري في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، ويُنظر إليه كتصعيد كبير في سياسة الاستيطان التي يراها المجتمع الدولي غير شرعية.
مبادرة قادها وزراء متطرفون
قدّم المقترح كل من وزير الدفاع اليميني المتطرف يسرائيل كاتس، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، الذي يعيش في مستوطنة “كدوميم” غير القانونية دوليًا. واعتبر كاتس أن هذه الخطوة تعزز ما أسماه “الحق التاريخي” لإسرائيل في “يهودا والسامرة”، واصفًا القرار بأنه “رد ساحق على الإرهاب الفلسطيني”، وخطوة استراتيجية لمنع قيام دولة فلسطينية تهدد إسرائيل.
تعزيز السيطرة على ممرات استراتيجية
يُنظر إلى القرار كخطوة استراتيجية لتعزيز الوجود الإسرائيلي على امتداد شارع 443، الرابط بين القدس وتل أبيب عبر مدينة موديعين. واعتبر رئيس مجلس المستوطنات في الضفة، إسرائيل غانتس، أن القرار هو “الأهم منذ عام 1967”. وأكد كاتس على منصة “إكس” أن الخطوة تشمل إنشاء 22 مجتمعًا جديدًا، واستئناف الاستيطان في شمال الضفة، وتعزيز المحور الشرقي لإسرائيل.
أكبر توسع استيطاني منذ اتفاقيات أوسلو
في يوليو الماضي، صادرت إسرائيل نحو 12.7 كيلومترًا مربعًا من الأراضي في غور الأردن، فيما وصفته منظمة “السلام الآن” بأنه “أكبر استيلاء فردي منذ اتفاق أوسلو عام 1993”. وفي تسريب صوتي، كشف سموتريتش أن وتيرة المصادرات في عام 2024 فاقت المعدل السنوي بعشرة أضعاف، مؤكدًا أنها خطوة “استراتيجية” ستغير خارطة الضفة جذريًا.
مخطط لاستيعاب نصف مليون مستوطن جديد
في مايو 2023، أعلن سموتريتش أن “مهمة حياته” هي منع قيام دولة فلسطينية، مشيرًا إلى أن وزارته تستعد لاستيعاب 500 ألف مستوطن إضافي في الضفة. ويُعد ذلك بمثابة إعلان صريح بنية ضم الأراضي الفلسطينية بحكم الأمر الواقع، في تحدٍّ مباشر للقانون الدولي.
نقل صلاحيات مدنية من الجيش للمستوطنين
كشفت صحيفة “الغارديان” أن الجيش الإسرائيلي نقل سرًا صلاحيات قانونية واسعة في الضفة إلى موظفين مدنيين موالين للمستوطنين، يعملون تحت إشراف سموتريتش في وزارة الدفاع. وبهذا، أصبحت “الإدارة المدنية” التي تدير شؤون الضفة خاضعة فعليًا للجناح الاستيطاني في الحكومة.
قفزة في أعداد الوحدات الاستيطانية
أظهرت بيانات “السلام الآن” أنه بين 1 يناير و19 مارس 2025، تم الترويج لبناء 10,503 وحدة استيطانية، متجاوزة العدد الكلي للوحدات التي أُقرت في عام 2024 (9,971 وحدة)، مما يعكس تسارعًا غير مسبوق في النشاط الاستيطاني.
دعم أمريكي واضح وتراجع أمل الدولة الفلسطينية
يحظى القرار بدعم واضح من إدارة ترامب الجديدة، حيث عبّر السفير الأمريكي المعيّن لدى إسرائيل، مايك هاكابي، عن دعمه للادعاءات الإسرائيلية، قائلًا إن “الله وهب هذه الأرض لإسرائيل منذ 3500 عام”. ويعتبر المستوطنون أن الإدارة الحالية “فريق الأحلام”، خاصة بعد إلغاء عقوبات على جماعات استيطانية متطرفة، مما يعزز الاعتقاد بأن إسرائيل تمضي قدمًا في إنهاء خيار الدولة الفلسطينية.
خلاصة: نهاية حل الدولتين؟
يمثل إعلان إسرائيل عن بناء 22 مستوطنة جديدة ذروة التصعيد الاستيطاني، مدعومًا بإرادة سياسية داخلية ودعم خارجي، لا سيما من الولايات المتحدة. هذا التطور يهدد بتفجير الأوضاع في المنطقة ويقضيفعليًا على ما تبقى من فرص لإقامة دولة فلسطينية مستقلة.