ثلاثة زعماء غاضبون يهددون السلام العالمي: ترامب ونتنياهو وخامنئي يقودون العالم إلى الهاوية
ثلاثة زعماء طاعنين في السن، تجمعهم صفات مثيرة للقلق: الغضب، الغطرسة، وانعدام الكفاءة. كلٌ منهم يفتقر إلى الأهلية لقيادة بلاده

في هذا التصعيد العسكري الكارثي بين إسرائيل وإيران، لم يكن اندلاع الحرب أمرًا لا مفر منه. لقد كان خيارًا، اتخذته حكومة نتنياهو رغم توفر بدائل دبلوماسية كانت لا تزال قائمة عندما أقلعت الطائرات الإسرائيلية لقصف أهداف في إيران. هذه الهجمات، غير القانونية وغير المبررة، لن تحقق هدفها المعلن بوقف برنامج طهران النووي المفترض، بل قد تسرّع وتيرته.
بالمثل، على إيران أن توقف فورًا هجماتها المضادة وتهديداتها المتصاعدة باستهداف قواعد أمريكية وبريطانية. لأن ما يجري الآن ليس مجرد تبادل محدود للضربات، بل مواجهة شاملة تهدد بإشعال منطقة الشرق الأوسط بأكملها. المدنيون يُقتلون من الجانبين، والقيادات أصبحت أهدافًا مباشرة، والخطاب السياسي خرج عن السيطرة.
في قلب هذه الأزمة المتصاعدة، يقف ثلاثة زعماء طاعنين في السن، تجمعهم صفات مثيرة للقلق: الغضب، الغطرسة، وانعدام الكفاءة. كلٌ منهم يفتقر إلى الأهلية لقيادة بلاده، ناهيك عن اتخاذ قرارات مصيرية قد تهدد أمن العالم.
نتنياهو: هوس البقاء السياسي يدمر الاستقرار الإقليمي
يصرّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، البالغ من العمر 75 عامًا، على خوض الحروب واحدة تلو الأخرى. لقد فشل في منع هجوم 2023 الإرهابي على بلاده، ولم يحقق وعوده بتدمير حماس أو إعادة الرهائن. والآن، بعد أن أزهقت آلة حربه أرواح أكثر من 55 ألف فلسطيني في غزة، وسّع المعركة إلى لبنان وسوريا، وأخيرًا إلى إيران.
إن نتنياهو لا يسعى لحماية إسرائيل بقدر ما يسعى لإنقاذ مستقبله السياسي. فاتهامات ارتكابه جرائم حرب، والعزلة الدولية المتزايدة، والتدهور الأخلاقي لحكومته المتطرفة، كلها تُظهر أن الحرب بالنسبة له وسيلة للهروب من العدالة، وليست أداة للدفاع عن الأمن القومي الإسرائيلي.
خامنئي: زعيم ديني منفصل عن شعبه يراهن على البرنامج النووي
يتربع المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، البالغ 86 عامًا، على نظام ديني قمعي فقد صلته بشعبه منذ سنوات.
قمع الاحتجاجات، اضطهاد النساء، تدهور الاقتصاد، والفساد المستشري هي بعض سمات حكمه. وبينما تدّعي حكومته أن تخصيب اليورانيوم لأغراض مدنية، فإن إصراره على مواصلة البرنامج النووي الإيراني، رغم التهديدات، منح إسرائيل ذريعة للهجوم.
ورغم أن إسرائيل ألحقت أضرارًا بالغة بالبنية التحتية العسكرية والنووية الإيرانية، فإن بقاء خامنئي في السلطة يعقّد فرص التهدئة، وقد يدفع الإيرانيين، رغم استيائهم، للالتفاف حول نظامهم في مواجهة تهديد خارجي مكروه مثل نتنياهو.
ترامب: زعيم أمريكي مرتبك يُستخدم كورقة ضغط في الشرق الأوسط
يشكل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، 79 عامًا، ضلعًا أساسيًا في هذا المثلث الخطير. فبعد أن دمّر الاتفاق النووي السابق مع إيران دون بديل واقعي، حاول التفاوض من جديد، لكن دون فهم أو جدية. كانت قراراته مرتجلة، وفريقه التفاوضي مرتبك، مما سمح لـنتنياهو باستغلاله لتحقيق أجندته في الشرق الأوسط.
لم يُظهر ترامب سوى الجهل والتهور في ملفات إيران، غزة، أو حتى أوكرانيا. ومع كل تصريح متناقض يصدر عنه، يزداد يقين الإيرانيين بأن أمريكا تقف في خندق واحد مع إسرائيل، مما يؤجج الصراع أكثر ويهدد الاستقرار الإقليمي والدولي.
تحذير لبريطانيا والعالم: مستقبل السلام لا يعتمد على واشنطن وحدها
الرسالة الأهم التي تحملها هذه التطورات المأساوية هي أن استمرار الاعتماد على الولايات المتحدة، خصوصًا في عهد ترامب، لم يعد خيارًا آمنًا. سواء في التعامل مع روسيا، الصين، أو الشرق الأوسط، فإن السياسة الأمريكية أضحت غير موثوقة.
على زعماء العالم، مثل كير ستارمر في بريطانيا، أن يعوا أن التحرك المستقل بات ضرورة، لا ترفًا. لأن مستقبل السلام العالمي بات مرتبطًا، بشكل خطير، بتصرفات ثلاثة رجال مسنين، غاضبين، وغير مؤهلين – كل منهم مهووس بسلطته،
ومستعد للمخاطرة بكل شيء من أجل البقاء في القمة. هذا يدعو إلى إعادة تقييم الاستراتيجيات الدولية وتجنب الانزلاق نحو حافة الهاوية.