عربي وعالمي

حزب أمريكا الإيلون ماسك : طموح سياسي جديد يهدد نظام الحزبين ويصطدم بترامب

بعد أن ضخّ 277 مليون دولار في حملة دونالد ترامب الانتخابية في 2024، يبدو أن الملياردير المثير للجدل إيلون ماسك انقلب على حليفه السابق، مدشنًا مشروعًا سياسياً جديدًا يُهدد بإعادة رسم الخريطة الحزبية في واشنطن. “حزب أمريكا” – الاسم الذي اختاره ماسك لحركته السياسية الوليدة – وُلد في لحظة توتر مع الرئيس، ويستهدف قلب المعادلة السياسية من خلال السيطرة على “مقاعد محورية” في الكونغرس.

 

الخطوة ليست مجرد نزوة، بل خطة محسوبة لاستغلال الهوامش التشريعية الضيقة في الكونغرس عبر استهداف عدد محدود من المقاعد في مجلسي الشيوخ والنواب، ما يمنح الحزب الجديد تأثيرًا غير متناسب مع حجمه، وقدرة على قلب موازين التصويت في القوانين المثيرة للجدل.

 

وفي ما يلي أبرز النقاط التي ترسم ملامح “حزب ماسك” وطبيعة المواجهة القادمة مع ترامب ونظام الحزبين:

 

حزب بضربة ليزر: ماسك يستهدف 2 إلى 3 مقاعد في الشيوخ و10 في النواب

 

في منشور على منصة “إكس”، قال ماسك إن حزبه يمكن أن يكتفي مبدئيًا بالتركيز على 2-3 مقاعد بمجلس الشيوخ و8-10 مقاعد بمجلس النواب، وهو عدد كافٍ لتحديد مصير أي قانون مثير للجدل. ومع وجود توازن دقيق في الكتلتين، سيكون لـ”حزب أمريكا” القدرة على ترجيح كفة التصويت لأي من الجانبين.

ترامب × ماسك: من التحالف إلى العداء المفتوح

بدأ ماسك طريقه السياسي في عهد ترامب، حيث عُيّن على رأس “إدارة كفاءة الحكومة” غير الرسمية، أو كما أطلق عليها “Doge”، والتي نفّذت عمليات تقشف واسعة في الوظائف والبرامج الحكومية، زاعمة توفير 190 مليار دولار. لكن تقارير مستقلة قدّرت الخسائر الناتجة عن تلك الخطوات بـ135 مليار دولار.

اليوم، تحول ماسك إلى منتقد شرس لترامب، خاصة بعد تمرير قانون موازنة جديد من شأنه رفع الدين الأميركي بمقدار 3.3 تريليون دولار. ماسك اعتبر القرار “خيانة” وتعهد بتمويل حملات أولية ضد كل من دعم القانون – بمن فيهم ترامب نفسه.

استفتاء شعبي… عبر تويتر

في يوم الاستقلال الأميركي، أجرى ماسك استطلاعًا عبر “إكس” سأل فيه متابعيه عما إذا كانوا يريدون حزبًا ثالثًا يكسر احتكار الجمهوريين والديمقراطيين، و65% من أصل 1.25 مليون مشارك أجابوا بـ”نعم”. هذا الدعم الشعبي الرقمي شكّل الضوء الأخضر لإعلان تأسيس “حزب أمريكا” رسميًا في اليوم التالي.

“الوحدة الحزبية”: ماسك يُهاجم “الثعبان ذو الرأسين”

في منشور أعاد نشره، ظهرت صورة لثعبان برأسين يرمز للحزبين الجمهوري والديمقراطي، مع تعليق: “أنهِ الوحدة الحزبية – End the Uniparty”. ماسك رد ببساطة: “نعم”. هذا التوجه يستند إلى فكرة أن الحزبين لا يمثلان إلا المصالح الفاسدة ذاتها، في تحالف غير معلن ضد “إرادة الشعب”.

استهداف انتخابات منتصف المدة 2026

أعلن ماسك صراحة أن حزبه سيخوض انتخابات منتصف المدة القادمة، محاولًا ترك بصمة قوية في تركيبة الكونغرس. ورغم أن الحزب لم يُسجل رسميًا بعد لدى لجنة الانتخابات الفيدرالية، إلا أن ذلك لا يشكل عقبة طالما لم يتجاوز عتبة الإنفاق.

تحذيرات ترامب: الترحيل وقطع العقود!

ترامب لم يصمت. بل هدّد بإعادة ماسك إلى جنوب أفريقيا، حيث وُلد، وقال إن دون دعوم الحكومة الأميركية “سيتعين عليه إغلاق مشاريعه والعودة إلى كيب تاون”. كما أشار إلى احتمال سحب عقود حكومية من شركات ماسك مثل سبيس إكس وتسلا، بل وهدد بإطلاق “Doge” ضده مجددًا!

دوج… الكلب الذي يعض صاحبه؟

ترامب سخر من ماسك قائلًا: “قد نضطر لإطلاق دوج عليه… الوحش الذي سيأكله.” في إشارة ساخرة إلى الجهاز الذي أنشأه ماسك بنفسه لإعادة هيكلة الحكومة وقطع النفقات، والذي تحول الآن إلى أداة تهديد ضده.

هل تنجح تجربة الحزب الثالث؟

تاريخ الأحزاب الثالثة في أميركا ليس مشجعًا، إذ غالبًا ما تنهار أمام ثنائية الديمقراطيين والجمهوريين. لكن ماسك يتمتع بعنصرين غير تقليديين: المال والمنصة. بفضل ثروته الطائلة وسيطرته على “إكس”، يمتلك قدرة على الحشد والتأثير السياسي قد تفوق مرشحين تقليديين.

استقطاب حاد… هل يتحول حزب ماسك إلى بيضة قبان تشريعية؟

بوجود أغلبية ضئيلة في الكونغرس، يمكن لأي كتلة صغيرة أن تفرض شروطها مقابل أصواتها. هذا ما يراهن عليه ماسك: أن يكون هو “صانع الملوك”، وأن يفرض عبر حزبه شروطًا على القوانين والقرارات المصيرية.

خلاصة: هل هو حزب فعلاً… أم مناورة ضغط؟

يبقى السؤال الأهم: هل يسعى ماسك لتأسيس حزب حقيقي، أم يستخدم هذه الورقة كأداة ضغط لابتزاز النخبة السياسية وتحقيق مكاسب اقتصادية أو تشريعية؟ وفي الحالتين، فإن دخوله الحلبة السياسية يشير إلى تحول جديد في علاقة المال والتكنولوجيا بالسلطة في أميركا.

اقرأ أيضا

النفط الروسي يعود إلى الواجهة: هل تُنقذ بلدة شفيدت من الانهيار؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى