عرب وعالم

غاز مسيل للدموع وملابس الهالوين في شيكاغو: «عملية ميدواي» الفيدرالية تتحول إلى أزمة قانونية وإنسانية

تحولت شيكاغو، في الأيام التي سبقت احتفالات الهالوين، إلى ساحة مواجهة غير مسبوقة بين السكان المحليين ووكلاء حماية الحدود الأمريكية (CBP)، بعد أن استخدم عناصر فيدراليون الغاز المسيل للدموع ضد أطفال يرتدون أزياء الهالوين في حي هادئ شمال غربي المدينة.

القاضية الفيدرالية سارة إليس وصفت الحادث بأنه «انتهاك صارخ للأوامر القضائية»، مؤكدة أن استخدام هذه المواد ضد مدنيين، خصوصاً الأطفال، غير مبرر بأي شكل.

القاضية تتدخل: “لا مبرر لترويع الأطفال”

استدعت القاضية إليس المسؤول الفيدرالي غريغ بوفينو يوم 28 أكتوبر لتفسير ما حدث، مذكّرةً بأنه خالف أمرًا سابقًا صدر في 9 أكتوبر يمنع استخدام الغاز المسيل للدموع ضد المدنيين في إطار ما يُعرف بـ«عملية ميدواي بليتز».

وقالت القاضية في الجلسة:

“تخيلوا أطفالاً في طريقهم لاحتفال مدرسي، يُفاجأون بقنابل الغاز المسيل للدموع. لا يمكن تخيل مدى رعبهم.”

لم يعترض ممثلو الحكومة على الواقعة، رغم أن وزارة الأمن الداخلي (DHS) حاولت تبرير الحادث بالقول إن العناصر كانوا “محاصرين”.

“عملية ميدواي بليتز”: الحملة المثيرة للجدل

انطلقت العملية في سبتمبر 2025 بدعوى مكافحة الهجرة غير الشرعية في المدينة، وأسفرت، حسب الحكومة، عن اعتقال نحو 3000 مهاجر.

لكن خلال أسبوع واحد فقط، وثقت الكاميرات خمسة حوادث استخدم فيها ضباط فيدراليون الغاز المسيل للدموع ضد محتجين سلميين وسكان محليين.

في إحدى الوقائع، شوهد ضابط يوجه سلاحه نحو متظاهر ويقول له: “Bang, bang… You’re dead, liberal.”

ووفقاً لشهادات قدمت للمحكمة، كان بعض الضحايا مواطنين أمريكيين لا علاقة لهم بالهجرة.

القائد المتهم… في قلب العاصفة

الأكثر إثارة للجدل أن غريغ بوفينو نفسه، قائد العملية، ظهر في مقطع مصور بتاريخ 23 أكتوبر وهو يرمي قنبلة غاز بيده في حي “ليتل فيليدج”، وهو ما يعد خرقاً مباشراً للأمر القضائي.

ادعت الوزارة أن حجراً أُلقي عليه، لكنه لم يُظهر أي إصابة خلال مثوله أمام المحكمة.

القاضية أمرته من الآن فصاعدًا بأن يحضر إلى المحكمة كل مساء لشرح أنشطة اليوم ميدانيًا، وألزمت جميع العناصر بارتداء كاميرات جسدية وتقديم التسجيلات للمحكمة.

غضب شعبي وتنظيم مدني

في المقابل، يقود بلتازار إنريكيز، رئيس مجلس مجتمع ليتل فيليدج، حركة مدنية للدفاع عن المهاجرين، ويبث عمليات الاعتقال مباشرة عبر فيسبوك.

يقول إن منظمته تساعد يوميًا في نقل 68 طفلًا إلى المدارس بأمان، وتقدم الطعام للبائعين المتضررين من المداهمات.

ويضيف:

“الناس العاديون أصبحوا خط الدفاع الأول عن أطفالهم وجيرانهم.”

لكن نشاطه أدى إلى زيارة من عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) إلى منزله هذا الشهر.

رواية الحكومة: “نشطاء أم إرهابيون؟”

كتبت وزيرة الأمن الداخلي كريستي نوم في صحيفة وول ستريت جورنال أن المحتجين “إرهابيون وأعضاء عصابات”، بينما ردت القاضية إليس بتدابير رقابية مشددة على القوات الفيدرالية.

وقالت خلال الجلسة الأخيرة:

“بعد اليوم، لا أتوقع أن نرى الكثير من الغاز المسيل للدموع في شوارع شيكاغو.”

خلاصة

تجسد «عملية ميدواي بليتز» الصراع المتصاعد بين الأمن الفيدرالي وحقوق الإنسان في المدن الأمريكية الكبرى.

ما بدأ كحملة للهجرة تحول إلى مأزق سياسي وقانوني يُعيد طرح سؤال قديم في أمريكا:

إلى أي مدى يمكن للدولة استخدام القوة تحت ذريعة “الأمن الوطني”؟

 

إقرأ أيضا:

ارتفاع طفيف في سعر الدولار أمام الجنيه المصري اليوم الخميس 30 أكتوبر 2025

إسراء حموده ابوالعنين

إسراء أبو العنين صحفية مصرية «تحت التمرين»

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى