عربي وعالمي

مقتل مدني وإصابة 48 في إطلاق نار إسرائيلي بنقطة توزيع مساعدات غزة

تصاعد التوترات وفوضى توزيع المساعدات تؤدي إلى سقوط ضحايا في قطاع غزة

في مشهد يعكس تفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، قُتل مدني وأُصيب 48 آخرون، من بينهم نساء وأطفال، جراء إطلاق نار من قبل القوات الإسرائيلية على حشد فلسطيني كان يتجمع في موقع لتوزيع المساعدات الغذائية جنوب القطاع، بحسب ما أفادت به مصادر طبية وشهود عيان.

حادثة دامية خلال توزيع مساعدات غذائية

وقعت الحادثة يوم الثلاثاء، حين توافد المئات إلى نقطة توزيع أنشأتها منظمة “مؤسسة غزة الإنسانية” (GHF)، التي اختارتها إسرائيل لتولي مهمة الإغاثة بعيداً عن وكالات الأمم المتحدة. ومع تصاعد حدة التدافع وتهدم الحواجز المحيطة بالموقع، أطلقت القوات الإسرائيلية النار، ما تسبب بسقوط الضحايا وفقاً لشهادات من موقع الحدث.

تناقض في الروايات ومشاهد الذعر

في حين نفت مؤسسة GHF وقوع إطلاق نار أو سقوط ضحايا، أظهرت مقاطع فيديو متداولة حشوداً مذعورة تتدافع وسط إطلاق نار كثيف، في الوقت الذي أطلقت فيه طائرة مروحية إسرائيلية قنابل مضيئة لمحاولة احتواء الموقف. وأكدت وزارة الصحة في غزة أن معظم الإصابات نجمت عن أعيرة نارية.

اقتحام مستودع للأمم المتحدة في حادثة منفصلة

وفي واقعة أخرى يوم الأربعاء، اقتحم مئات الفلسطينيين مستودعاً لبرنامج الأغذية العالمي وسط قطاع غزة، مزقوا جدرانه المعدنية بحثاً عن الطعام. ووفق السلطات الصحية، قُتل شخصان دهساً نتيجة التدافع، بينما سقط آخران برصاص لم يُعرف مصدره بعد، إلا أن فرقاً طبية تحدثت عن إصابات بين النساء والأطفال بسبب أعيرة نارية.

انتقادات أممية للنموذج الجديد لتوزيع المساعدات

في جلسة لمجلس الأمن، وصفت سيغريد كاغ، مبعوثة الأمم المتحدة المؤقتة للشرق الأوسط، الوضع في غزة بأنه أشبه بـ”قارب نجاة بعد غرق السفينة”، مشيرة إلى أن المجاعة دفعت الناس لفقدان الأمل. كما شكك مسؤولون أمميون، بمن فيهم رئيس الأونروا فيليب لازاريني، في فعالية النموذج الجديد الذي وصفه بـ”مضيعة للموارد”، مطالبين بإعادة تفعيل دور الوكالات الإنسانية الأممية.

تحذيرات من مجاعة جماعية وشيكة

تشير التقارير الدولية إلى أن أكثر من 500 ألف شخص في غزة مهددون بالمجاعة، بينما يعاني أكثر من 71 ألف طفل دون سن الخامسة من سوء تغذية حاد. وتأتي هذه التحذيرات في ظل الحصار الإسرائيلي المشدد منذ مارس، والذي أدى إلى توقف الأفران وارتفاع أسعار الغذاء إلى مستويات غير مسبوقة.

فوضى في الإدارة واستقالة مسؤول إغاثي بارز

وصفت الحكومة الإسرائيلية ما حدث بأنه “فقدان مؤقت للسيطرة”، فيما واصل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الترويج لفكرة نقل السكان إلى “منطقة معزولة” جنوب القطاع بالتزامن مع استمرار العمليات العسكرية. وفي تطور لافت، أعلن جاك وود، المدير التنفيذي المؤسس لمؤسسة GHF، استقالته، مشيراً إلى استحالة مواصلة العمل في تقديم المساعدات مع الالتزام بالحياد والإنسانية في هذا السياق.

دعوات لإعادة دور الوكالات المتخصصة ورفض لاستخدام المساعدات كأداة عسكرية

حذّرت منظمات غير حكومية مثل “أكشن إيد” من استخدام المساعدات كوسيلة لتطبيق استراتيجيات عسكرية، واعتبرت ذلك “تجويعاً ممنهجاً” للسكان. وعلى الرغم من استمرار مؤسسة GHF في فتح مراكز توزيع جديدة، فإن المشاهد الدموية والانتقادات الأممية تعيد تسليط الضوء على خطورة هذا النهج، وتدعو إلى ضرورة إعادة تفعيل دور الوكالات الإنسانية المتخصصة بعيداً عن سياسات الحصار والتجويع.

 

علياء حسن

علياء حسن صحفية مصرية تحت التدريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى