تطورات الحرب الأوكرانية: بوتين يعرض استئناف المفاوضات بعد تبادل الأسرى وزيلينسكي يحذر من ارتفاع أسعار النفط
استعداد موسكو لاستئناف مفاوضات السلام مع كييف بعد 22 يونيو

في تطور جديد على صعيد الحرب الروسية الأوكرانية التي دخلت يومها الـ1208، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال مكالمة هاتفية مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، استعداد موسكو لاستئناف مفاوضات السلام مع كييف بعد 22 يونيو. يأتي هذا العرض بعد الانتهاء من جولات تبادل الأسرى وجثامين القتلى. المكالمة، التي استغرقت نحو 50 دقيقة، تناولت أيضًا
تصاعد التوتر في الشرق الأوسط، خاصة الأزمة بين إسرائيل وإيران وبينما لم تعلن أوكرانيا موقفها الرسمي من العرض الروسي، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الولايات المتحدة إلى تعديل خطابها تجاه روسيا، واصفًا إياه بأنه “دافئ أكثر من اللازم”. وحذر زيلينسكي من أن تفاقم الوضع في الشرق الأوسط قد يؤثر سلبًا على مستوى الدعم العسكري لكييف، معربًا عن أمله في ألا تؤدي الأزمة الجديدة إلى تراجع الدعم الغربي، كما حدث في مرات سابقة.
تأثير أسعار النفط على الحرب الأوكرانية: تحذير زيلينسكي
من جهة أخرى، حذر زيلينسكي من أن ارتفاع أسعار النفط بعد الضربات الإسرائيلية لإيران سيوفر لروسيا موارد مالية إضافية تعزز من قدراتها الحربية. وأكد الرئيس الأوكراني أن غياب آلية فاعلة للحد من صادرات النفط الروسي يصب في مصلحة موسكو ويقوّض موقف أوكرانيا في ساحة المعركة، مما يسلط الضوء على الأبعاد الاقتصادية للصراع.
تبادل الأسرى والجثامين: جهود مستمرة بين روسيا وأوكرانيا
على الأرض، تواصلت عمليات تبادل الأسرى بين الجانبين، حيث جرت يوم السبت رابع عملية خلال أسبوع، ضمن خطة تهدف لإعادة ألف أسير جريح من كل طرف واستعادة جثامين الجنود القتلى. ونشرت الرئاسة الأوكرانية صورًا لأسرى عائدين، في حين بثت روسيا مقاطع مصورة لجنودها المرحّب بعودتهم. لكن موسكو أكدت أنها لم تستلم جثامين قتلاها بعد، رغم إعلانها في وقت سابق إعادة جثامين 1200 جندي أوكراني. هذه العمليات تعكس جانبًا إنسانيًا مهمًا في خضم الحرب الأوكرانية.
الموقف الميداني في الحرب الروسية الأوكرانية: مكاسب متبادلة؟
ميدانيًا، أعلن زيلينسكي استعادة القوات الأوكرانية السيطرة على قرية أندرييفكا في منطقة سومي شمال شرق البلاد، وتحقيق تقدم في محاور قتال شرقًا قرب بوكروفسك وكوبيانسك. في المقابل، قالت وزارة الدفاع الروسية إنها سيطرت على قرية زيليني كوت قرب بوكروفسك، في إطار عملياتها المستمرة في المنطقة. ولم يتسنّ التحقق من تلك المزاعم بشكل مستقل، مما يبقي على ضبابية حول تطورات المعارك.
روسيا تسعى لمنطقة عازلة: التوسع في إقليم سومي
تسعى روسيا حاليًا إلى توسيع نطاق سيطرتها في الشمال الشرقي الأوكراني، خاصة في إقليم سومي، بهدف إقامة منطقة عازلة. بينما نفت كييف تقارير روسية عن توغل القوات الروسية في إقليم دنيبروبتروفسك الواقع في وسط البلاد.
وتُظهر التقديرات أن روسيا باتت تسيطر على نحو خُمس الأراضي الأوكرانية حتى الآن، مما يشير إلى الأهداف الاستراتيجية لـالعمليات العسكرية الروسية.
أشار زيلينسكي إلى أن تبادل الأسرى قد يستمر حتى 20 أو 21 يونيو، وسط مؤشرات إلى إمكانية الدخول في مفاوضات جديدة بعدها. ومع ذلك، تبقى ضبابية الموقف وتباين المواقف الدولية عوامل مؤثرة في مسار الحرب الروسية الأوكرانية
ومستقبل مفاوضات السلام. التطورات الأخيرة، من عرض بوتين إلى تحذيرات زيلينسكي، تؤكد على تعقيد الأزمة وتداخلها مع قضايا إقليمية ودولية أوسع.