أخبار مصر

الكنيسة الكاثوليكية تودّع راهبة خادمة.. والأصوات تتعالى لتمجيد مسيرتها

بطريرك الأقباط الكاثوليك ينعى رحيل راهبة فرنسيسكان: حياتها قصة خدمة ومحبة

أصدر مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في مصر بيانًا رسميًا نعى فيه الأخت فرانشيسكا مرسال، من راهبات الفرنسيسكانيات صغيرات قلب يسوع الأقدس، والتي انتقلت إلى الأمجاد السماوية على رجاء القيامة.

وجاء في البيان الصادر باسم غبطة البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق، بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك:

“باسم مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك، وكل المؤسسات والهيئات الكاثوليكية، وبالأصالة عن نفسي، ننعى بقلوب مؤمنة الأخت فرانشيسكا مرسال، ونسأل الرب أن يقبل روحها الطاهرة في فردوسه السماوي، ويمنح الرهبنة وشعب الكنيسة الصبر والرجاء. المسيح قام، حقًا قام.”

بداية دعوة ومسيرة رهبانية

 

ولدت الأخت فرانشيسكا مرسال في أسرة مسيحية بسيطة، وشعرت في وقت مبكر بنداء الحياة الرهبانية، فانضمت إلى رهبنة الفرنسيسكانيات صغيرات قلب يسوع الأقدس، والتي أسستها القديسة فرانشيسكا كابريني.

عُرفت كابريني برسالتها الإنسانية العميقة، إذ كرّست حياتها لخدمة المهاجرين والأيتام في إيطاليا وأمريكا، لتصبح أول أمريكية تعلنها الكنيسة قديسة.

وقد سارت الأخت مرسال على نهجها بكل إخلاص، وكرّست حياتها في مصر لخدمة الفقراء والمحتاجين، حاملة رسالة المحبة والرجاء في صمت وتواضع.

رسالة محبة تتجاوز الجدران

 

عرفت الأخت مرسال بتفانيها في العمل الاجتماعي والرعوي، حيث لم تكن خدمتها محدودة ضمن جدران الكنيسة أو الدير، بل امتدت إلى الناس في البيوت والمستشفيات والمدارس.

كانت مثالاً للرهبنة التي تجمع بين العمل الروحي والمجتمعي، فحضرت بالصلاة والتأمل، وبالعمل الصامت والمستمر، فحملت نور المسيح إلى كل من حولها.

التعليم والرعاية: ركيزة العمل الرهباني

 

ساهمت رهبنتها في دعم قطاعات التعليم والرعاية في مصر، حيث أنشأن مدارس لرعاية الأطفال والفتيات، ومراكز صحية للمسنين والمحتاجين، وكنّ من الرائدات في تطوير التعليم الكاثوليكي، من خلال دمج التربية الروحية بالتعليم الأكاديمي.

وامتدت خدمتهن لتشمل مبادرات تنموية شاملة، كانت الأخت مرسال من أبرز المشاركات فيها، مستلهمة روح التضحية والعطاء.

رحيل الجسد وبقاء الرسالة

 

برحيل الأخت فرانشيسكا مرسال، تفقد الكنيسة شخصية استثنائية، تمثلت فيها معاني الإخلاص والبذل الهادئ.

ومع غياب الجسد، تبقى روحها حيّة في كل من قابلها، وفي كل مكان حملت إليه المحبة.

لقد رحلت أخت مكرّسة، لكن رسالتها باقية، تنير طريق من يأتون بعدها، وتذكّرنا بأن أعظم أشكال الخدمة تبدأ من القلب وتُثمر في الصمت.

 

رحمة حسين

رحمة حسين صحفية ومترجمة لغة فرنسية، تخرجت في كلية الآداب قسم اللغة الفرنسية وآدابها بجامعة عين شمس. تعمل في مجال الصحافة الثقافية والاجتماعية، إلى جانب عملها في الترجمة من الفرنسية إلى العربية. تهتم بقضايا حقوق الإنسان وحقوق المرأة، ولها كتابات مؤثرة في هذا المجال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى