حوادث وقضايا

مضيق هرمز: كيف يمكن لإيران أن تغلقه ولماذا يعد شريانا حيوياً للتجاره العالميه ؟

مضيق هرمز: تهديد إيراني بإغلاق شريان حيوي للتجارة العالمية

 

 

في أعقاب الهجمات الأمريكية غير المسبوقة على ثلاثة مواقع نووية إيرانية، يتصاعد التوتر في منطقة الشرق الأوسط وسط مخاوف من رد إيراني قد يشعل صراعًا أوسع. أحد أبرز السيناريوهات المحتملة، بحسب محللين، هو إقدام طهران على إغلاق مضيق هرمز، المنفذ البحري الاستراتيجي الذي تمر عبره أكثر من خمس إمدادات النفط العالمية يوميًا.

 

ما هو مضيق هرمز ولماذا هو مهم؟

يقع مضيق هرمز بين سلطنة عمان وإيران، ويربط الخليج العربي شمالًا ببحر عمان والمحيط الهندي جنوبًا. يُعد من أهم نقاط الاختناق البحرية في العالم، ويبلغ عرضه 33 كيلومترًا في أضيَق مناطقه، مع ممرات ملاحية لا يتجاوز عرضها 3 كيلومترات في كل اتجاه.

 

يومياً، يتدفق عبره ما بين 17.8 إلى 20.8 مليون برميل من النفط الخام والمكثفات والوقود، وفقًا لبيانات شركة “فورتكسا” للتحليلات. تعتمد دول “أوبك” مثل السعودية والإمارات والكويت والعراق على المضيق لتصدير أغلب إنتاجها النفطي، خاصة إلى الأسواق الآسيوية.

 

ما الذي فعلته إيران حتى الآن؟

أفادت قناة “برس تي في” الإيرانية أن البرلمان وافق على مقترح يقضي بإغلاق المضيق، لكن القرار النهائي يبقى بيد مجلس الأمن القومي الإيراني والمرشد الأعلى علي خامنئي. وبينما لم يذكر خامنئي المضيق بشكل مباشر في خطابه الأخير، أكد أن “إسرائيل ارتكبت خطأً فادحًا ويجب معاقبتها”، في إشارة إلى احتمال تصعيد متعدد الأوجه.

 

كيف يمكن لإيران أن تغلق المضيق؟

في حال قررت إيران تنفيذ تهديدها، فإنها قد تلجأ إلى زرع ألغام بحرية في الممرات الملاحية، وهو أسلوب معروف لإحداث تعطيل هائل. يعتقد أن لدى إيران آلاف الألغام البحرية، من بينها النوع الصيني EM-52 القادر على إطلاق صواريخ من قاع البحر عند اكتشاف سفينة.

 

وقد تستخدم طهران غواصاتها – بما فيها ثلاث من طراز “كيلو” روسية الصنع وأسطول من الغواصات الصغيرة من طراز “غدير” – لتنفيذ عملية الزرع. يُتوقع أن تدعم إيران ذلك بهجمات من بطاريات صواريخ ساحلية وزوارق سريعة وطائرات بدون طيار بحرية وجوية.

 

لكن هذه الخطوة لا تخلو من الصعوبات؛ إذ أن زرع الألغام يتطلب تنفيذًا سريعًا وسط بيئة شديدة التوتر، مع وجود أساطيل أمريكية تراقب المنطقة، مثل الأسطول الخامس في البحرين.

 

ماذا لو أُغلق المضيق فعلاً؟

إغلاق المضيق سيُعد ضربة مباشرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إذ سيؤدي إلى ارتفاع كبير في أسعار النفط، ما يُسهم في تسريع التضخم داخل الولايات المتحدة والعالم. لكن في المقابل، سيكون قرارًا بالغ الخطورة على إيران نفسها، نظرًا لأن صادراتها النفطية تمر من نفس المضيق.

 

كما أن هذه الخطوة قد تدفع دول الخليج، حتى تلك المتحفظة على الهجوم الإسرائيلي، إلى الانخراط عسكريًا في الصراع لحماية مصالحها. وتُعد الصين من أبرز المتضررين المحتملين، إذ تشتري نحو 90% من صادرات إيران النفطية، ما قد يدفعها إلى التدخل دبلوماسيًا أو عبر ضغوط على طهران.

 

في هذا السياق، دعا وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بكين إلى ممارسة نفوذها قائلًا: “إذا أقدمت إيران على إغلاق المضيق، فسيكون ذلك انتحارًا اقتصاديًا بالنسبة لها… أدعو الحكومة الصينية للتدخل، فهم يعتمدون على هذا المضيق في تلبية احتياجاتهم النفطية”.

 

مؤشرات مبكرة على التوتر

تشير تقارير ملاحية إلى أن بعض ناقلات النفط العملاقة بدأت في تغيير مساراتها والابتعاد عن المضيق منذ تنفيذ الضربات الأمريكية، في مؤشر على الترقب الشديد لمآلات الموقف.

 

خلاصة

إغلاق مضيق هرمز لا يُعد مجرد خطوة عسكرية، بل قرار استراتيجي يحمل عواقب اقتصادية وجيوسياسية كارثية على إيران والعالم أجمع. وبينما يتصاعد التوتر وتغيب بوادر التهدئة، تبقى احتمالات التصعيد قائمة، وأي خطأ في الحسابات قد يجر المنطقة – والعالم – إلى أزمة غير مسبوقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى