حوادث وقضايا

منظومه القبه الحديديه الإسرائيلية درع جوي بعيوب مكشوفة

ثغرات استراتيجية وتقنية تهدد فاعلية القبة الحديدية أمام تكتيكات الخصوم

منذ دخولها الخدمة عام 2011، اكتسبت منظومة “القبة الحديدية” الإسرائيلية شهرة عالمية كإحدى أكثر نظم الدفاع الجوي فعالية في التصدي للصواريخ قصيرة المدى وقذائف الهاون. وقد لعبت دورًا محوريًا في حماية المدنيين والبنية التحتية الحيوية في إسرائيل، لا سيما خلال المواجهات المتكررة مع الفصائل المسلحة في قطاع غزة.

 

إلا أن تحليلات عسكرية وتقنية حديثة تكشف أن هذه المنظومة، على الرغم من مظهرها المتماسك، ليست محصنة بالكامل، بل تواجه تحديات تشغيلية وتكتيكية متزايدة قد تُفقدها قدرتها على الحسم في مواقف القتال المعقدة والمتطورة.

 

مكونات المنظومة.. تكامل إلكتروني يعزز قدرات الاعتراض

 

تعتمد القبة الحديدية على منظومة متكاملة تضم خمسة مكونات أساسية تعمل بانسجام لرصد واعتراض التهديدات الجوية:

 

رادار EL/M-2084 متعدد المهام: يقوم باكتشاف وتتبع الصواريخ المعادية بدقة كبيرة خلال لحظات من إطلاقها.

 

وحدة التحكم وإدارة المعركة (BMC): تعالج البيانات وتحدد الأهداف التي تتطلب اعتراضًا، مع تجاهل المقذوفات التي ستسقط في مناطق مفتوحة.

 

منصات إطلاق صواريخ تامير: تحتوي كل قاذفة على 20 صاروخًا اعتراضيًا مخصصًا للتدمير الجوي.

 

صواريخ تامير: مزوّدة برؤوس حربية متشظية تنفجر بالقرب من الهدف لتعطيله في الجو.

 

شبكة اتصالات ميدانية: تضمن التواصل اللحظي بين الوحدات المختلفة للرد السريع على أي تهديد.

 

نقاط الضعف.. ثغرات تقنية واستراتيجية تهدد كفاءة النظام

 

رغم نجاحاتها الميدانية، إلا أن المنظومة تعاني من عدة مشكلات تقلل من كفاءتها في ظروف معينة، من أبرزها:

 

العدد المحدود للصواريخ الاعتراضية وتكلفتها الباهظة: يبلغ سعر كل صاروخ تامير قرابة 50 ألف دولار، ما يصعّب الاستجابة لهجمات طويلة أو متكررة دون استنزاف الموارد.

 

ضعف في التعامل مع الصواريخ ذات المسار المتغير: إذ أن تغيير اتجاه الصواريخ أثناء الطيران يربك نظام التتبع ويُضعف فعالية الاعتراض.

 

محدودية الدفاع أمام التهديدات القريبة: الصواريخ التي تُطلق من مسافات تقل عن 5 كيلومترات لا تمنح النظام وقتًا كافيًا للرد.

 

قابلية للتعرض للتشويش الإلكتروني: هجمات سيبرانية أو تشويش على الترددات يمكن أن تعطل قدرات الرادار أو مركز القيادة.

 

صعوبة في التصدي للطائرات المسيّرة الصغيرة والذخائر الذكية: المنظومة غير مهيأة بالأساس للتعامل مع تهديدات بطيئة أو منخفضة الارتفاع.

 

العبء الاقتصادي المستدام: تكلفة التشغيل المرتفعة تجعل من استمرار استخدام المنظومة لفترات طويلة أمرًا مرهقًا ماليًا، خصوصًا في بيئة قتال مفتوحة.

 

وسائل اختراق المنظومة.. تكتيكات مبتكرة تُضعف الردع

 

واجهت القبة الحديدية عدة اختبارات ميدانية كشفت عن إمكانية التحايل عليها من خلال أساليب حرب غير تقليدية، نذكر منها:

 

الإغراق الصاروخي: إطلاق عشرات أو مئات الصواريخ دفعة واحدة يؤدي إلى استنزاف مخزون الصواريخ الاعتراضية سريعًا.

 

الصواريخ ذات المسارات المعقدة أو المنخفضة: تقلل من قدرة النظام على التنبؤ بنقطة الإصابة وتضعف فعالية الاعتراض.

 

الهجمات السيبرانية والتشويش الراديوي: يمكن أن تشل أنظمة الاتصال والتحكم في لحظات حرجة.

 

ضرب الرادارات وقاذفات الإطلاق مباشرة: يعطل النظام بشكل جزئي أو كامل.

 

الدرونز كطُعم: استخدام طائرات دون طيار رخيصة الثمن لاستنزاف الدفاعات الجوية تمهيدًا لهجمات صاروخية حقيقية.

 

الصواريخ الأسرع من الصوت (فرط صوتية): تُمثل تهديدًا مستقبليًا كبيرًا نظرًا لصعوبة اعتراضها بتقنيات تقليدية.

 

 

نهاية مفتوحة.. التكنولوجيا وحدها لا تكفي

 

في ضوء هذه الثغرات والتحديات، فإن فعالية “القبة الحديدية” لا تُقاس فقط بتطورها التكنولوجي، بل بقدرتها على التكيف مع أنماط تهديد جديدة ومعقدة. إن دمج الذكاء الاصطناعي وتوسيع نطاق التصدي ليشمل الطائرات المسيّرة والصواريخ الفرط صوتية، سيكون عاملًا حاسمًا في الحفاظ على فعالية المنظومة مستقبلاً.

 

أما الاعتماد على “الهالة الإعلامية” للنظام الدفاعي، دون معالجة حقيقية لنقاط الضعف، فقد يعرّض إسرائيل لمفاجآت غير محسوبة في أي مواجهة قادمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى