لوحات بالبراز لكسر التابو: مسابقه فنيه استراليه تدعو الرسامين لاستخدام روث الحيوانات كوسيط تعبيري
مسابقة فنية أسترالية تستخدام روث الحيوانات كوسيط تعبيري لكسر التابوهات المجتمعية

في مبادرة غريبة ومُلهمة تهدف إلى كسر المحظورات المجتمعية المرتبطة بالبراز، أطلقت متحف “البوسيم” في ولاية تسمانيا الأسترالية مسابقة فنية فريدة من نوعها بعنوان “Poo-tastic Tasmanian Paint Off”، حيث يُطلب من الفنانين رسم بورتريهات باستخدام روث الحيوانات فقط كخامة رئيسية!
الفن من البراز: بداية الفكرة
بدأت الفكرة من الفنانة والناشطة كارين كوك، مؤسسة متحف “البوسيم” – وهو متحف علمي مخصص بالكامل للبراز الحيواني – وذلك بعدما اشترت لوحة ضخمة مرسومة بروث البقر من الفنان الألماني فيرنر هيرتل. بعدها أوصت كوك الفنانة المحلية ميل هيلز برسم حيوانات تسمانية مثل “الومبت” باستخدام فضلاتها، وحتى “باديميلون” – أحد أنواع الكنغر الصغيرة – باستخدام برازه الخاص.
وقالت كوك:
“كل هذه الأعمال الفنية معروضة حاليًا في البوسيم، لذا كانت الخطوة التالية المنطقية هي إطلاق مسابقة رسم بالبراز!”
من مأساة شخصية إلى متحف فريد
ولدت فكرة المتحف بعد وفاة صديق مقرب لكوك بسبب سرطان القولون في عام 2016، بعد أن تجاهل أعراضه لسنوات بسبب الخجل من الحديث عن “مشاكل الإخراج”. ومن هنا رأت كوك أن كسر التابوهات المرتبطة بالبراز قد ينقذ الأرواح.
ورغم أن نيتها الأولى كانت إنشاء معرض عن الفضلات البشرية، إلا أن انتقالها إلى تسمانيا غيّر المسار؛ الطبيعة البرية المحيطة بها ومشاهدتها المتكررة لبراز الحيوانات ألهمتها بفكرة إنشاء أول متحف علمي مخصص للبراز الحيواني.
“وجوه بالبراز”: موضوع المسابقة لعام 2025
يحمل إصدار هذا العام من المسابقة عنوانًا طريفًا هو “بورتريهات تعبيريّة: وجوه بالبراز”، ويُطلب من الفنانين رسم أشخاص يعرفونهم أو يُعجبون بهم باستخدام روث الحيوانات فقط، دون خلطه بمواد تلوين تقليدية.
المسابقة مفتوحة للهواة والمحترفين، لكن بشرط أن لا يقل عمر المشاركين عن 16 عامًا، نظرًا لحساسية التعامل مع المواد العضوية. ويجب أن يتضمن كل طلب مشاركة العناصر التالية:
العمل الفني النهائي
وصف مكتوب للعمل
سيرة ذاتية قصيرة للفنان
صورة عالية الجودة للرأس
فيديو يوثق مراحل إنشاء اللوحة
ويُسمح لكل فنان بتقديم عملين كحد أقصى، دون رسوم تسجيل.
الفن بالبراز… لكن بجدية
رغم الطابع الطريف للمسابقة، أكدت كوك أن الأمر “مسابقة فنية جادة” تهدف إلى دمج الفن بالعلم، وكسر المحظورات الاجتماعية بطريقة إبداعية، إلى جانب التوعية بمخاطر الأمراض المرتبطة بالجهاز الهضمي.
الفنانون الفائزون بالمراكز الثلاثة الأولى سيُعرضون في “البوسيم” بمدينة ريتشموند، الواقعة شمال العاصمة التسمانية هوبارت، والتي لا يتجاوز عدد سكانها 900 نسمة.
الفن وسيلة للحياة… ولو بالبراز
في عالم تتداخل فيه الحدود بين الفن والعلم والمجتمع، تثبت مسابقة “الرسم بالبراز” أن الإبداع يمكن أن ينبثق من أكثر المصادر غرابة، وأن تغيير المفاهيم المترسخة قد يبدأ بضربة فرشاة… غمسها الفنان في روث wombat.