عربي وعالمي

تصاعد التوتر في لوس أنجلوس بسبب مداهمات الهجرة واحتجاجات الجاليات المتزايدة

موجة اعتقالات تطال مقيمين قانونيين وتثير قلق الجاليات العربية والناشطين

تشهد مدينة لوس أنجلوس منذ أيام حالة من التوتر الشديد بعد حملة مداهمات واسعة النطاق نفذتها إدارة الهجرة والجمارك الأمريكية (ICE)، وأسفرت عن اعتقال عشرات الأشخاص في أحياء متفرقة من المدينة. وقد أثارت هذه العمليات موجة غضب بين السكان، أدت إلى خروج مظاهرات شارك فيها الآلاف من النشطاء وأفراد الجاليات المتأثرة، مطالبين بوقف ما وصفوه بـ”الإجراءات التعسفية” بحق المهاجرين.

حملة أمنية مثيرة للجدل

وفقًا لمصادر محلية، بدأت المداهمات في ساعات الفجر الأولى الأسبوع الماضي ضمن عملية أمنية تستهدف المهاجرين المقيمين بصورة غير قانونية. إلا أن نشطاء حقوقيين وشهود عيان أكدوا أن من بين المعتقلين من يحملون وثائق إقامة قانونية أو يخضعون لإجراءات تسوية أوضاعهم، مما أثار جدلًا واسعًا حول قانونية الحملة وأهدافها الحقيقية.

إرسال الحرس الوطني: حفظ أمن أم تصعيد سياسي؟

في أعقاب تصاعد الاحتجاجات، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نشر أكثر من 2000 عنصر من الحرس الوطني في لوس أنجلوس، مبررًا القرار بأنه يهدف إلى “فرض النظام ومنع الفوضى”. إلا أن هذه الخطوة قوبلت برفض شديد من مسؤولين محليين في كاليفورنيا، الذين اعتبروها استعراضًا سياسيًا يستهدف الولايات المعارضة لسياسات الهجرة التي يتبناها البيت الأبيض.

موقف السلطات المحلية: رفض واضح للتدخل الفيدرالي

أعربت حكومة كاليفورنيا ومسؤولو بلدية لوس أنجلوس عن رفضهم التام لحملة المداهمات، متهمين إدارة الهجرة بتجاوز صلاحياتها واستخدام سلطتها كأداة في الصراع السياسي مع الولايات ذات الأغلبية الديمقراطية. وقد أكد حاكم الولاية أن “ما يحدث رسالة سياسية موجهة إلى المجتمعات التي ترفض خطاب الكراهية والتمييز”.

قلق متزايد في أوساط الجاليات، والعرب في الواجهة

في ظل هذه الأجواء، تسود حالة من القلق العميق بين الجاليات المهاجرة، خاصة الجالية العربية التي تخشى أن تنتقل المداهمات إلى مدن أخرى تضم جاليات كبيرة مثل شيكاغو ونيويورك وهيوستن. وعلّق أحد النشطاء العرب في لوس أنجلوس قائلًا: “ما يجري ليس مجرد إجراء أمني، بل رسالة تهديد مباشرة موجهة لنا كمجتمعات مهاجرة”.

توسّع رقعة الاحتجاجات ودعم مجتمعي واسع

بدأت الاحتجاجات في الأحياء الشرقية من المدينة، لكنها ما لبثت أن امتدت إلى مواقع استراتيجية مثل مبنى البلدية والمقر الرئيسي لإدارة الهجرة. وقد انضمت إلى الاحتجاجات منظمات حقوقية ومجتمعية عديدة، إلى جانب سياسيين محليين طالبوا بإجراء تحقيق مستقل لكشف ملابسات المداهمات والتأكد من قانونيتها.

انقسام في الشارع الأمريكي

 

تظهر ردود الفعل على الحملة الأمنية والانقسام السياسي بشأنها مدى التباين داخل المجتمع الأمريكي. فبينما يؤيد البعض تشديد الرقابة على الهجرة غير النظامية، يرى آخرون أن هذه الممارسات تمثل اعتداءً على الحقوق الأساسية وتغذيةً لخطاب الكراهية والتمييز العنصري.

انعكاسات سياسية محتملة

من المرجح أن تؤثر هذه الأحداث على المشهد السياسي الأمريكي مع اقتراب موعد الانتخابات. ففي حين يحاول الجمهوريون إبراز قوتهم في مجال الأمن، يعوّل الديمقراطيون على دعم الأقليات الغاضبة من سياسات الرئيس ترامب وممارسات إدارته تجاه المهاجرين.

خلاصه: بين القمع والاحتجاج

ما تشهده لوس أنجلوس اليوم قد يكون بداية لمواجهة أوسع نطاقًا بين السلطات الفيدرالية والولايات، وبين نهج أمني مشدد ومساعٍ لحماية الحقوق المدنية. ويبقى مصير آلاف المهاجرين، خصوصًا من أصول عربية، معلقًا وسط تصاعد المواجهة بين القمع الرسمي وتنامي صوت الشارع.

علياء حسن

علياء حسن صحفية مصرية تحت التدريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى