الكلاب الهجومية.. سلاح أوروبي يستخدمه الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين الفلسطينيي

في صباح أحد أيام فبراير 2023، استيقظ سكان مخيم بلاطة على اجتياح إسرائيلي جديد، لكن هذه المرة حمل مشهدًا يفوق الرعب، حين أطلق جنود الاحتلال كلبًا عسكريًا على طفل يبلغ من العمر ثلاث سنوات، كان نائمًا في حضن والدته. الهجوم الوحشي ترك الطفل غارقًا في دمائه، مصابًا بجروح خطيرة استدعت إجراء عملية جراحية عاجلة وعلاجات مكثفة لإنقاذ حياته.

كلاب عسكرية تهاجم الأطفال والنساء وذوي الإعاقة:
لم تكن هذه الواقعة فردية، بل جزء من نمط متكرر في الضفة الغربية وقطاع غزة، حيث تُستخدم الكلاب الهجومية خلال اقتحامات منازل المدنيين، ما تسبب في إصابات بالغة لأطفال ونساء ومسنين وحتى لذوي الإعاقة. شاب مصاب بمتلازمة داون والتوحد نُزف حتى الموت بعد تعرضه لهجوم كلب داخل منزله، وسيدة مسنة أصيبت بجروح خطيرة في بيتها بمخيم جباليا. كما فقدت سيدة حامل جنينها بعد هجوم عنيف تعرضت له داخل منزلها.

ثغرات قانونية تسمح بتوريدها دون رقابة من أوروبا:
التحقيقات كشفت أن هذه الكلاب تُستورد من دول أوروبية مثل ألمانيا وبلجيكا وهولندا، عبر شركات متخصصة في تدريب الكلاب العسكرية. لكن تلك الصادرات لا تخضع لأي رقابة فعلية، إذ لا تُصنف الكلاب ضمن الأسلحة أو المعدات العسكرية، ما يسمح بنقلها دون ترخيص أو تحديد لطبيعة استخدامها.

الجيش الإسرائيلي يبرر استخدام الكلاب بأنها أدوات “عملياتية” في سياق أمني، لكن الشهادات الميدانية تشير إلى أن استخدامها يتجاوز بكثير الأغراض العسكرية، ليصبح أداة ترهيب وعقاب جماعي ضد السكان الفلسطينيين، في خرق صارخ لمبادئ القانون الدولي الإنساني