الباحثة نوران الرجال تكتب .. ماذا بعد موافقة البرلمان الإيراني على إغلاق مضيق هرمز

يُعد إغلاق مضيق هرمز حدثًا بالغ الأهمية، وستكون له تداعيات عالمية واسعة النطاق، ولا يُمكن المبالغة في أهمية المضيق الاستراتيجية، فهو أحد أهم الممرات البحرية في العالم، حيث يمر عبره جزء كبير من إمدادات النفط العالمية، وفي حال إغلاق المضيق، يُمكن توقع عدة نتائج:
أولًا، سيشهد سوق النفط العالمي اضطرابًا كبيرًا، فمع مرور ما يقارب 20% من إمدادات النفط العالمية عبر المضيق، سيؤدي الإغلاق إلى نقص مفاجئ في النفط في السوق العالمية، وسيؤدي ذلك إلى ارتفاع حاد في أسعار النفط، مما سيؤثر سلبًا على الاقتصاد العالمي. وستواجه الدول التي تعتمد بشكل كبير على واردات النفط صعوبات في تلبية احتياجاتها من الطاقة، مما سيؤدي إلى تباطؤ اقتصادي وتضخم.
ثانيًا، من الناحية الجيوسياسية، من المرجح أن يؤدي إغلاق المضيق إلى زيادة التوترات في المنطقة. يقع المضيق بين إيران وشبه الجزيرة العربية، وهما منطقتان لهما تاريخ من التنافس الجيوسياسي، في حال إغلاق المضيق، ستُجبر دول المنطقة على البحث عن طرق بديلة لصادراتها ووارداتها النفطية، مما قد يؤدي إلى صراعات على السيطرة على هذه الطرق البديلة.
ثالثًا، سيتأثر قطاع النقل البحري بشدة بإغلاق المضيق
ستضطر شركات الشحن التي تعتمد على المضيق في طرقها التجارية إلى استخدام طرق بديلة أطول وأكثر تكلفة. سيؤدي هذا إلى زيادة تكاليف الشحن، وأوقات تسليم أطول، واحتمال حدوث اضطرابات في سلاسل التوريد العالمية، بالإضافة إلى ذلك، سيكون لإغلاق المضيق تداعيات على الأمن العالمي. يُعدّ المضيق ممرًا مائيًا حيويًا لنقل البضائع، بما في ذلك الغذاء والسلع الأساسية الأخرى، قد يؤدي انقطاع تدفق البضائع عبر المضيق إلى نقص في السلع الأساسية في مناطق مختلفة من العالم، مما قد يؤدي إلى اضطرابات اجتماعية وعدم استقرار سياسي.
علاوة على ذلك، قد يكون لإغلاق المضيق عواقب بيئية، يُعدّ المضيق موطنًا لنظام بيئي متنوع، بما في ذلك العديد من الأنواع البحرية المهمة، قد يؤدي انقطاع تدفق البضائع عبر المضيق إلى أضرار بيئية، مثل تسرب النفط أو التلوث، مما ستكون له عواقب طويلة الأمد على النظام البيئي في المنطقة.
علاوة على ذلك، سيكون لإغلاق المضيق تداعيات على أمن الطاقة للدول المعتمدة على واردات النفط، ستواجه الدول التي تعتمد بشكل كبير على واردات النفط المارة عبر المضيق تحديات في تلبية احتياجاتها من الطاقة، وقد يؤدي ذلك إلى زيادة التركيز على تطوير مصادر طاقة بديلة وتقليل الاعتماد على واردات النفط، بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي إغلاق المضيق إلى زيادة التسليح في المنطقة.
ومن المرجح أن تسعى دول المنطقة، وكذلك القوى العالمية ذات المصالح في المنطقة، إلى تأمين طرق بديلة لتجارة النفط. وقد يؤدي هذا إلى سباق تسلح في المنطقة، حيث تسعى الدول إلى تأكيد سيطرتها على نقاط الاختناق البحرية الرئيسية.
في الختام، سيكون لإغلاق مضيق هرمز تداعياتٌ وخيمة على الاقتصاد العالمي، والوضع الجيوسياسي، والأمن، والبيئة، ستُضطر دول المنطقة، وكذلك القوى العالمية، إلى التعامل مع شبكةٍ معقدة من التحديات والفرص في حال إغلاق المضيق، من الضروري أن تنخرط الدول في الحوار والتعاون والدبلوماسية لضمان أمن طرق التجارة البحرية وتعزيز الاستقرار في المنطقة