الوكالات

تداعيات الضربة الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية

مسعود بزشكيان، والحرس الثوري الإيراني :المعتدين سيواجهون ردودًا "تُجعلهم يندمون"

الضربة الأمريكية المعلنة على ثلاث منشآت نووية إيرانية (فوردو، نطنز، أصفهان) في 22 يونيو 2025، وفقًا للتصريحات الواردة،

تحمل في طياتها تداعيات واسعة ومتشعبة على مستويات مختلفة، بدءًا من التصعيد العسكري والسياسي وصولاً إلى

الاقتصاد الإقليمي والدولي.

التصعيد العسكري وردود الأفعال

تُشير المعطيات إلى أن هذه الضربة قد تدفع المنطقة نحو تصعيد غير مسبوق:

الرد الإيراني: أكد الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، والحرس الثوري الإيراني حق بلادهم في الدفاع عن نفسها، وشددوا

على أن المعتدين سيواجهون ردودًا “تُجعلهم يندمون”. يعتمد مدى وقوة الرد الإيراني على حجم الضرر الفعلي الذي لحق

بالمنشآت النووية. إذا كانت الأضرار جسيمة، فمن المتوقع أن يكون الرد أقوى، وقد يشمل استهداف مصالح أمريكية أو

إسرائيلية في المنطقة أو خارجها.

الموقف الإسرائيلي: تُشير تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بأن الضربة “ستغير التاريخ”، وتصريح

الجيش الإسرائيلي بوجود “أهداف أخرى” في إيران، إلى أن تل أبيب قد تستمر في تصعيد الضغط العسكري، مما يعزز من

احتمالية اتساع رقعة الصراع.

مشاركة القوات الأمريكية: مشاركة أكثر من 125 طائرة عسكرية أمريكية في الضربة، ووصفها بأنها “أكبر ضربة عملياتية

لطائرة بي-2 في تاريخ الولايات المتحدة”، يؤكد على حجم الالتزام الأمريكي ويزيد من مخاطر الانزلاق إلى صراع واسع النطاق

في المنطقة.

التداعيات السياسية والدبلوماسية

من المتوقع أن يكون للضربة تداعيات سياسية ودبلوماسية خطيرة على الصعيدين الإقليمي والدولي:

انتهاك القانون الدولي: أدانت روسيا والصين الضربات الأمريكية بشدة، واعتبرتاها انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وميثاق

الأمم المتحدة. هذا الموقف يعكس انقسامًا دوليًا حول شرعية هذه الضربات، وقد يؤدي إلى شلل في مجلس الأمن الدولي

عند مناقشة الأزمة.

المفاوضات المتعثرة: كشف وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، عن أن الضربة جاءت بعد مفاوضات دبلوماسية مع

الولايات المتحدة ومجموعة الدول الأوروبية الثلاث والاتحاد الأوروبي، وأنها “نسفت” تلك الجهود. هذا يُشير إلى أن فرص الحل

الدبلوماسي قد تتقلص بشكل كبير، مما يدفع الأطراف نحو مزيد من المواجهة.

الدعوة لاجتماع مجلس الأمن: دعت إيران إلى اجتماع عاجل لمجلس الأمن، وهو ما يُظهر سعيها إلى تدويل الأزمة وحشد

الدعم الدولي ضد ما تعتبره عدوانًا. ومع ذلك، قد يكون تأثير هذا الاجتماع محدودًا في ظل الانقسامات الدولية.

مخاطر اتساع رقعة الصراع: حذرت العديد من دول المنطقة من اتساع رقعة الصراع وانجرار المنطقة إلى حرب لا يمكن

التنبؤ بنتائجها. هذا التحذير يعكس قلقًا حقيقيًا من تداعيات قد تشمل دولاً أخرى وتؤثر على الأمن الإقليمي والعالمي.

التأثير على البرنامج النووي الإيراني وحجم الأضرار

حجم الضرر الفعلي الذي أصاب المنشآت النووية الإيرانية غير واضح بشكل كامل:

تضارب الأنباء: بينما أكدت الولايات المتحدة تدمير طموحات إيران النووية، نقلت وكالة “مهر” الإيرانية للأنباء عن نائب في

مجلس الشورى الإيراني قوله إن منشأة فوردو لم تتضرر بشكل خطير. هذا التضارب يجعل من الصعب تقييم المدى الحقيقي

لتأثير الضربة على البرنامج النووي الإيراني.

إمكانية الإصلاح: إذا كانت الأضرار قابلة للإصلاح بسرعة، كما أشارت بعض المصادر الإيرانية، فإن ذلك قد يُقلل من الضغط على

إيران لتقديم تنازلات ويُزيد من احتمالية استئناف أنشطتها النووية بمجرد إصلاح الأضرار.

الخلاصة :

تُمثل الضربة الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية نقطة تحول خطيرة في العلاقات بين البلدين، وتحمل تداعيات وخيمة

على استقرار الشرق الأوسط. بينما تُشير الولايات المتحدة إلى نجاح الضربة في القضاء على الطموحات النووية الإيرانية،

تُشدد إيران على حقها في الدفاع عن نفسها وتهدد بالرد.

 

إيمان زريقات

إيمان زريقات صحفية سورية متخصصة في القسم الخارجي وتغطية وكالات الأنباء العالمية، ولها خبرة واسعة في متابعة الأخبار الدولية وتقديم تقارير دقيقة وشاملة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى