إسرائيل تُعلن تعبئة آلاف جنود الاحتياط وسط تصاعد التوتر مع إيران
تصعيد خطير بين إسرائيل وإيران: ضربات جوية متبادلة وتوتر إقليمي متصاعد

أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، فرض حالة الطوارئ في البلاد، عقب تنفيذ ضربة استباقية ضد أهداف داخل إيران. وقال كاتس في بيان رسمي: “بعد الضربة الاستباقية التي نفذتها دولة إسرائيل ضد إيران، نتوقع هجومًا وشيكًا باستخدام الصواريخ والطائرات المسيرة يستهدف دولة إسرائيل وسكانها المدنيين”.وفي مؤتمر صحفي، أكد مسؤول عسكري إسرائيلي أن الضربات استهدفت البرنامج النووي الإيراني وقدرات طهران الصاروخية بعيدة المدى، واصفًا العملية بأنها “هجوم استباقي دقيق ومنسق” شمل عشرات الأهداف في مناطق متفرقة داخل إيران.
تطورات ميدانية وإغلاق مجالات جوية
من جانبها، أفادت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) بسماع دوي انفجارات متكررة في العاصمة طهران، وأعلنت السلطات الإيرانية إغلاق المجال الجوي فوق المدينة مؤقتًا.
في المقابل، أغلقت إسرائيل مجالها الجوي حتى إشعار آخر، وفقًا لبيان صادر عن وزارة النقل. كما عقد مجلس الأمن القومي الإسرائيلي اجتماعًا طارئًا طوال الليل قبل تنفيذ الهجمات، بحسب ما أفاد به مسؤول إسرائيلي.
تصريحات أمريكية وتحركات دبلوماسية
أكد مسؤول أمريكي لشبكة CNN أن الولايات المتحدة لم تشارك في الضربات الإسرائيلية ضد إيران. وفي واشنطن، عقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اجتماعًا وزاريًا بالتزامن مع الغارات، ووفقًا لمصادر مطلعة، ركّز الاجتماع على بحث الرد الأمريكي المحتمل على تطورات الأحداث في إيران.
وأوضح مسؤولون أمريكيون أن الغارات الإسرائيلية جاءت بعد إعلان طهران عزمها تكثيف أنشطتها النووية ردًا على قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي اعتبر إيران غير ممتثلة لالتزاماتها في ما يتعلق بحظر الانتشار النووي.
وحين سُئل ترامب عن احتمال شن ضربة ضد إيران، قال إنها “قد تحدث”، محذرًا من أن المنطقة قد تشهد “صراعًا واسع النطاق قريبًا”، مضيفًا: “لا أريد أن أقول إنه وشيك، لكنه أمر وارد جدًا”.
موقف وزارة الخارجية الأمريكية وتحذير لإيران
من جهته، أكد وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، أن الولايات المتحدة لم تكن طرفًا في الضربات، مشيرًا إلى أن إسرائيل أبلغت واشنطن مسبقًا بأنها ترى الهجوم ضروريًا للدفاع عن نفسها.
وقال روبيو: “الليلة، اتخذت إسرائيل إجراءً أحاديًا ضد إيران. لسنا متورطين في هذه الضربات، وأولويتنا القصوى هي حماية القوات الأمريكية في المنطقة”. وأضاف: “اتخذ الرئيس ترامب وإدارته جميع الخطوات الضرورية لحماية قواتنا، وبقيا على اتصال وثيق مع شركائنا الإقليميين”، موجهًا تحذيرًا صريحًا بقوله: “يجب ألا تستهدف إيران المصالح أو الأفراد الأمريكيين”.
موقف السفارة الأمريكية في القدس
قال السفير الأمريكي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، إن السفارة الأمريكية في القدس تتابع التطورات عن كثب، مشيرًا عبر منشور على منصة “إكس”: “نحن في سفارتنا في القدس، نراقب الوضع عن قرب، وسنبقى متواجدين طوال الليل. صلوا من أجل السلام في القدس!”
خسائر بشرية ومادية داخل إيران
أعلنت وسائل إعلام إيرانية رسمية مقتل القائد العام لـ”الحرس الثوري” الإيراني، حسين سلامي، خلال الضربات الإسرائيلية. وتُعد هذه الخسارة من أبرز التطورات التي قد تؤجج التوتر بشكل أكبر في الأيام المقبلة.
كما نشرت وسائل إعلام إيرانية صورًا ومقاطع فيديو تظهر حجم الأضرار الجسيمة التي خلّفتها الغارات، حيث اشتعلت النيران في عدد من المباني، وبدت عدة طوابق مدمرة.
استهداف منشأة نطنز النووية وأضرار واسعة في طهران
في أحد المقاطع التي بثّتها قناة “برس تي في” الحكومية، ظهرت ألسنة اللهب تشتعل في ما يبدو أنها مبانٍ سكنية بطهران، بينما عمل رجال الإطفاء على إخماد الحرائق. وأظهر مقطع آخر من القناة نفسها تحطم نوافذ الطوابق العليا في ناطحة سحاب وسط العاصمة.
وفي تصعيد خطير، استُهدفت منشأة نطنز النووية، حيث ظهرت أعمدة كثيفة من الدخان تتصاعد في السماء، ما يعكس حجم الضربة الموجهة إلى أحد أبرز مواقع البرنامج النووي الإيراني.
من جانبها، نشرت وكالة “تسنيم” شبه الرسمية صورًا تُظهر تضرر عدد من العقارات واندلاع النيران فيها، بينما أظهرت مقاطع فيديو حشودًا كبيرة من السكان يتجمعون في محيط مواقع القصف، بالقرب من سيارات الإطفاء، بينما تعمل الطواقم على احتواء الحرائق.