الوكالات

تحول استراتيجي لحزب الله : الطائرات المسيرة تحلّ محل الصواريخ في معركة الظل

"يديعوت أحرونوت : حزب الله اللبناني أجرى تحولًا استراتيجيًا في بنيته العسكرية استعدادًا لعام"2025

كشفت صحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيلية، نقلًا عن مصادر استخباراتية في الجيش الإسرائيلي، أن حزب الله اللبناني يُجري تحولًا استراتيجيًا في بنيته العسكرية استعدادًا لعام 2025. يشمل هذا التحول تقليص الإنفاق على إنتاج الصواريخ والقذائف التقليدية، مع توجيه الميزانية نحو تطوير وتحديث قدراته في مجال الطائرات المسيّرة. يركز الحزب بشكل خاص علىالطائرات المسيّرة الهجومية والاستطلاعية المحملة بالمتفجرات.

هذا التغيير يعكس، وفقًا للتحليل الإسرائيلي، تبني حزب الله لنهج تكتيكي جديد مستوحى من دروس الحرب في أوكرانيا.

ففي الصراع الأوكراني، أثبتت الطائرات المسيّرة فعاليتها الكبيرة في تجاوز أنظمة الدفاع التقليدية وتحقيق اختراقات ميدانيةسريعة وفعالة.

إسرائيل تكثف اجتماعاتها الأمنية لمواجهة “الوحدة 127”

في ضوء هذا التطور، أجرى اللواء تومر بار، قائد سلاح الجو الإسرائيلي، سلسلة من الاجتماعات العملياتية المكثفة. تهدف هذه الاجتماعات إلى تعزيز الضغط على وحدة الطائرات المسيّرة التابعة لحزب الله، المعروفة باسم “الوحدة 127″، لمنعها من استعادة قدراتها الكاملة.

ترى إسرائيل أن الوحدة 127 تمثل تهديدًا متصاعدًا يتطلب إجراءات استباقية حاسمة. تكمن صعوبة مواجهة هذه الطائرات في إمكانية إطلاقها من مواقع وعرة كالأودية، إضافة إلى قدرتها على الطيران في مسارات غير متوقعة، مما يحدّ من فعالية أنظمة الدفاع الجوي التقليدية في الكشف المبكر عنها.

سهولة الإنتاج والتكلفة المنخفضة: لماذا يفضل حزب الله الطائرات المسيّرة؟

أوضحت (يديعوت أحرونوت) أن تصنيع الطائرات المسيّرة يعد أسهل وأسرع وأقل تكلفة بكثير من إنتاج الصواريخ. غالبًا ما تُصنع هذه الطائرات باستخدام مكونات مدنية يمكن طلبها بسهولة عبر الإنترنت، مما يزيد من صعوبة تعقب سلاسل التوريد الخاصة

بها. تشير هذه الاستراتيجية إلى سعي حزب الله نحو تقليل الاعتماد على الدعم الإيراني والاتجاه نحو الاكتفاء الذاتي في التصنيع العسكري.

إسرائيل تعزز دفاعاتها وتلجأ للضربات الاستباقية

على الرغم من التقدم الذي أحرزته إسرائيل في كشف واعتراض الطائرات المسيّرة، بما في ذلك استخدام منظومة دفاع ليزري أسقطت نحو 40 طائرة تابعة لحزب الله مؤخرًا، فإن الجيش الإسرائيلي لم يواجه بعد سيناريو “الهجوم المركّب” الذي تخشاه تل أبيب. يتمثل هذا السيناريو في إطلاق سرب من الطائرات المسيّرة بالتوازي مع وابل من الصواريخ من جنوب لبنان.

نتيجة لهذا التهديد المحتمل، تواصل إسرائيل تنفيذ ضربات استباقية تستهدف البنية التحتية للطائرات المسيّرة، والمواقع المرتبطة بتطويرها وتجميعها.

صرّح ضابط كبير في سلاح الجو الإسرائيلي للصحيفة أن “التهديد الجوي من حزب الله لم يعد نظريًا، بل بات واقعيًا ومتطورًا”.

وأضاف أن الحزب يسعى جاهدًا لبناء قدراته الجوية الذاتية بعيدًا عن الدعم الإيراني الكامل، ما ينذر بـ تغير معادلات الاشتباك مستقبلًا.

تعكس هذه المعلومات تقديرات استخباراتية متزايدة تشير إلى أن المواجهة القادمة بين إسرائيل وحزب الله ستكون مختلفة في طبيعتها، وربما تفتح الباب أمام نمط جديد من الحروب يعتمد على الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الرخيصة، لكنها قاتلة.

 

إيمان زريقات

إيمان زريقات صحفية سورية متخصصة في القسم الخارجي وتغطية وكالات الأنباء العالمية، ولها خبرة واسعة في متابعة الأخبار الدولية وتقديم تقارير دقيقة وشاملة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى