“الحج مش نهاية.. ده بداية جديدة مع ربنا”، بهذه الكلمات لخص الدكتور أحمد الرخ، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، جوهر فريضة الحج التي تعيد الإنسان كما ولدته أمه، مغفورًا له ذنبه، نقي القلب والسريرة، وأوضح الدكتور أحمد الرخ خلال تصريحات تليفزيونية، أن من أدى الفريضة نال نعمة عظيمة وفتحًا ربانيًا، لا بد أن يُقابل بشكرٍ دائم وطاعة متصلة، مشددًا على أن دوام الاستقامة بعد الرجوع من الحج هو علامة قبول من الله.

الحج نعمة عظيمة وبداية جديدة مع الله

قال الدكتور أحمد الرخ، إن من أدى فريضة الحج فقد نال نعمة لا تُقدّر بثمن، وفتحًا ربانيًا يجب أن يُقابل بالشكر والطاعة، مشددًا على أن الحج ليس نهاية الطريق، بل هو بداية عهد جديد بين العبد وربه، وأن المسلم يعود من الحج كما ولدته أمه، طاهرًا من الذنوب، مغطى الأوزار، ليبدأ صفحة نقية عنوانها القرب من الله.

وأكد الرخ، أن من أهم مقاصد الحج الكبرى أن يغرس في القلب عظمة الله والاطمئنان بذكره، وهو ما أشار إليه قوله تعالى: “فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا”.

الاستمرار في الطاعة بعد الحج

أوضح أستاذ الشريعة، أن من أعظم علامات قبول الحج، أن يُوفق الحاج للاستمرار في الطاعة والاستقامة، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: “أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل”، موضحًا أن الحسنات تُولد حسنات، فالثبات على الطريق المستقيم بعد أداء المناسك هو المعيار الحقيقي لنجاح رحلة الحج.

وفي هذا السياق، ينصح الحجاج بالحفاظ على الأعمال الصالحة مثل الصلوات في وقتها، وقراءة القرآن، والذكر، وصيام النوافل، والاستزادة من كل خير، والحرص على حسن الخُلق كما كان الحال في الحرم المكي.

نصائح للحجاج بعد العودة من الحج

وجه الدكتور الرخ، مجموعة من النصائح المهمة للحجاج بعد عودتهم، وجاء أبرزها كالتالي:

• الحرص على الاستقامة: قال إن على الحاج أن يجاهد نفسه بعد العودة، استنادًا لقوله تعالى: “والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين”.
• عدم نقض العهد: نقل عن الفضيل بن عياض قوله: “إن الله يختم على عمل الحاج بطابع من نور، فإياك أن تفض هذا الختم بمعصية الله”.
• تجنب المعاصي: شدد على أن الخطايا تُذهب أثر الحج، كما سودت خطايا بني آدم الحجر الأسود، رغم أنه نزل من الجنة، فكيف بقلوبنا وهي من طين الأرض؟
• التحلي بالأخلاق: أوصى الدكتور الرخ بالثبات على الأخلاق الحسنة التي تعلمها الحاج خلال رحلته، مثل الصبر، التسامح، الإخلاص، والصدق.
• نشر تجربتك: مشاركة تجربة الحج مع الأهل والأصدقاء قد يكون سببًا في تحفيز غيرك لأداء المناسك.

الوقوف بعرفة.. الركن الأعظم في الحج

تحدث الدكتور الرخ، أيضًا عن فضل الوقوف بعرفة، مؤكدًا أنه الركن الأعظم في الحج، ولا يصح الحج بدونه، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: “الحج عرفة”. وأوضح أن الوقوف يبدأ من زوال شمس يوم التاسع من ذي الحجة، ويمتد حتى فجر يوم النحر.

كما أشار إلى أن “عرفة كلها موقف إلا بطن عرنة”، وهو الموضع الوحيد الذي لا يُصح الوقوف فيه، ما يؤكد دقة الشريعة في تحديد أركان الحج ومواقعها.

الحج بداية جديدة لا تنتهي بعودتك

اختتم الدكتور أحمد الرخ، حديثه بالدعاء قائلاً: “نسأل الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال، وأن يجعل من حجّ بيته الحرام شخصًا جديدًا، يقظ القلب، نقي السريرة، صادق التوبة، دائم الصلة بالله”.