أعنف هجوم روسي بمسيّرات على كييف يشعل تصعيدًا عسكريًا ودبلوماسيًا واسعًا

في تصعيد خطير جديد للحرب الروسية على أوكرانيا، نفّذت موسكو أعنف هجماتها الجوية منذ انطلاق الغزو في فبراير 2022، حيث أطلقت 355 طائرة مسيّرة وتسعة صواريخ كروز استهدفت العاصمة كييف ومناطق أخرى، حسب ما أعلنت القوات الجوية الأوكرانية. وتأتي هذه الهجمات وسط تصاعد التوترات العسكرية والدبلوماسية، مع دعوات غربية لاتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد موسكو.

ماكرون: ترامب بدأ يدرك خداع بوتين

صرّح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال زيارته إلى فيتنام، بأن نظيره الأمريكي السابق دونالد ترامب بات يُدرك أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “كذب بشأن أوكرانيا”. وأكد ماكرون أن “غضب ترامب من موسكو يجب أن يتحول إلى خطوات فعلية”، في إشارة إلى احتمالية فرض عقوبات أمريكية جديدة على روسيا.

هجوم ليلي واسع النطاق يستهدف المدنيين

وصف الجيش الأوكراني الهجوم الليلي الأخير بأنه الأكبر منذ اندلاع الحرب، مشيرًا إلى استخدام عدد غير مسبوق من الطائرات المسيّرة. واستهدفت الضربات بنى تحتية مدنية في كييف ومدن تشيرنيهيف وخميلنيتسكي وخاركيف وأوديسا، وأسفرت عن إصابة العشرات من المدنيين.

زيلينسكي يطالب بتجميد أموال روسيا وتشديد العقوبات

عقب الهجمات، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عبر منصة “إكس” إلى تجميد الأصول الروسية وفرض مزيد من العقوبات. وقال إن “الإفلات من العقاب يشجّع روسيا على مواصلة عدوانها”، مؤكدًا أن “القوة وحدها – من قبل أمريكا وأوروبا وشعوب العالم المحبة للسلام – قادرة على إيقاف موسكو”.

اتهامات لأطراف خارجية: الصين تنفي تورطها

اتهمت أوكرانيا الصين بتزويد المصانع العسكرية الروسية بمكونات حساسة تدخل في تصنيع الطائرات المسيّرة، بما في ذلك إلكترونيات ومواد كيميائية. وأفاد مدير الاستخبارات الأوكرانية بأن 80% من الإلكترونيات المستخدمة في المسيّرات الروسية مصدرها الصين، عبر شبكات تهريب وشركات وهمية. وردّت بكين بنفي قاطع لهذه الاتهامات، ووصفتها بأنها “لا أساس لها من الصحة”.

الكرملين: الهجمات ردٌّ على ضربات أوكرانية

برّر المتحدث باسم الكرملين، ديميتري بيسكوف، الهجوم الروسي الأخير بأنه ردّ على استهداف أوكرانيا للبنية التحتية المدنية داخل روسيا. وأكد أن الضربات الروسية موجّهة نحو “أهداف عسكرية فقط”، رغم تزايد الأدلة التي تشير إلى استهداف المدنيين بشكل مباشر.

ألمانيا: بوتين يرفض السلام ويصعّد العدوان

قال وزير الخارجية الألماني يوهان واديفول إن الهجمات الروسية الأخيرة تثبت أن “بوتين لا يسعى إلى السلام”. ودعا إلى فرض حزمة عقوبات مالية جديدة وشديدة، مشددًا على أن “المجتمع الدولي لا يمكنه الصمت أمام هذا التصعيد الخطير”، كما اتهم روسيا بانتهاك حقوق الإنسان.

أكبر عملية تبادل أسرى منذ بداية الحرب

في خطوة إنسانية نادرة، أعلنت كل من موسكو وكييف عن إتمام أكبر عملية تبادل أسرى منذ بدء الحرب، حيث تم تبادل ألف أسير من كل طرف على مدى ثلاثة أيام. وشملت العملية مقاتلين أوكرانيين قاتلوا في ماريوبول، مقابل عسكريين روس أعيدوا إلى بلادهم. واعتبر الوزير الألماني هذه الخطوة “محدودة ولكنها إيجابية”.

ترامب ينتقد بوتين ويقترح هدنة

في تسجيل مصوّر، عبّر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن استيائه من تصرفات بوتين، متسائلًا: “ما الذي جرى له؟”. وأوضح أنه يدرس فرض عقوبات جديدة على روسيا. وكان ترامب قد اتصل مؤخرًا ببوتين لاقتراح هدنة مؤقتة لمدة 30 يومًا، إلا أن الكرملين رفض المبادرة، بينما أبدت أوكرانيا موافقة أولية عليها.