في واحدة من أغرب الحالات الطبية التي وقف أمامها الأطباء والعلماء في حيرة تامة، شهد العالم حالة نادرة لطفلين من باكستان أُطلق عليهما لقب “الطفلان الشمسيان”، بسبب ارتباط حياتهما بالكامل بضوء الشمس.

 نهارًا… حياة طبيعية

يبدأ كل شيء طبيعيًا مع شروق الشمس، حيث يعيش الطفلان حياة كاملة طبيعية تمامًا: يتحركان، يلعبان، يضحكان، يتحدثان، يتناولان الطعام، ويركضان مثل باقي الأطفال. لا يظهر عليهما أي عرض مرضي أو سلوكي مقلق.

لكن ما إن تغيب الشمس ويحلّ الظلام، حتى تنقلب حياتهما تمامًا.

 ليلًا… بطارية الجسد تنفذ!

عند الغروب، يتوقف الطفلان فجأة عن الحركة والكلام، بل ويفقدان القدرة على الإبصار والسمع والنطق، وحتى الوظائف البيولوجية مثل تناول الطعام أو الذهاب إلى الحمام! كأن جسدهما يتحوّل إلى وضع “الإيقاف التام”، ويظلان هكذا طوال الليل إلى أن تشرق الشمس من جديد.

يصف الأطباء هذه الحالة النادرة بأنها أشبه ببطارية بشرية تنفد عند غياب الضوء، ثم تعود للعمل بمجرد سطوعه، وهو ما جعل الحالة تحظى بتغطية إعلامية وعلمية عالمية، واهتمامًا طبيًا مكثفًا.

الطب في حيرة… ولا تفسير قاطع

رغم إجراء عشرات الفحوصات وتحاليل الدم والأنسجة والدراسات العصبية والوراثية، لم يصل الطب بعد إلى تفسير قاطع لهذه الظاهرة. رجّح بعض الباحثين أن تكون هناك خللًا جينيًا نادرًا مرتبطًا بإنتاج الطاقة في خلايا الجسم، أو اضطرابًا في الساعة البيولوجية الداخلية التي تنظم وظائف الجسد مع ضوء الشمس.

وقد سافر فريق من الأطباء والعلماء من مختلف الدول إلى باكستان لمحاولة فهم هذه الحالة، التي تُعدّ الأولى من نوعها عالميًا، وجرى وضع الطفلين تحت المراقبة الدقيقة في مركز طبي تابع للحكومة.

رسالة إنسانية وعلمية

ورغم غرابة الحالة، فإن قصة “الطفلين الشمسيين” تفتح الباب أمام الكثير من الأسئلة الوجودية والعلمية حول ارتباط الإنسان بالكون، وتأثير الضوء على وظائف الجسد، بل وعلى معجزات خلق الله التي لم تُكتشف بالكامل بعد.

كما تسلط الضوء على أهمية دعم الطب والبحث العلمي، والاهتمام بالحالات النادرة التي قد تكون مفتاحًا لفهم أعمق لأسرار الجسد البشري.

هل هما معجزة؟ أم لغز علمي ينتظر الحل؟ ام سحر كما يزعم البعض من الناس ؟

بين الشمس والظلام، تتأرجح حياة طفلين صغيرين