في خطوة تؤكد المكانة المتنامية لمصر على الساحة الاقتصادية العالمية، حصل حسن عبد الله، محافظ البنك المركزي المصري، على تقييم A- في تقرير بطاقات تقييم البنوك المركزية لعام 2025 الصادر عن مجلة Global Finance الأمريكية المرموقة، بعد أن كان قد حصل على +B فقط في عام 2024. ويُعد هذا التقدم قفزة نوعية في مسار السياسات النقدية المصرية، ورسالة ثقة من المؤسسات الدولية في قدرة القيادة النقدية المصرية على إدارة ملفات حساسة ومعقدة.

مواجهة التضخم بحلول متوازنة ومدروسة

أشار التقرير إلى أن البنك المركزي المصري استطاع خلال الفترة الماضية أن يدير واحدة من أصعب المراحل الاقتصادية التي شهدتها البلاد والعالم، حيث تزايدت الضغوط التضخمية وتغيرت أسعار الطاقة والغذاء عالميًا بشكل كبير. ورغم هذه التحديات، نجح البنك في اتباع سياسة نقدية حذرة ومرنة، تضمنت قرارات مدروسة بشأن أسعار الفائدة، بما سمح بالحد من ارتفاع معدلات التضخم دون الإضرار بفرص النمو والاستثمار.

استقرار العملة وتعزيز ثقة الأسواق

من بين أبرز إنجازات الإدارة النقدية خلال العام الماضي كان الحفاظ على استقرار نسبي في سعر صرف الجنيه المصري أمام العملات الأجنبية، في ظل ضغوط كبيرة على العملات المحلية في معظم الأسواق الناشئة. هذا النجاح انعكس على زيادة ثقة المستثمرين المحليين والأجانب على حد سواء، ورفع من قدرة السوق المصري على جذب استثمارات جديدة، بما يتوافق مع أهداف الدولة في دعم الاقتصاد الحقيقي وتشجيع الإنتاج والصادرات.

البنك المركزي كركيزة أساسية للنمو الاقتصادي

لم يقتصر دور البنك المركزي المصري على ضبط السياسة النقدية فحسب، بل امتد ليصبح شريكًا رئيسيًا في دفع عجلة النمو الاقتصادي، من خلال سياسات داعمة للقطاع المصرفي، وتوسيع الشمول المالي، وزيادة الاعتماد على التكنولوجيا المالية والخدمات الرقمية. وقد انعكس ذلك على تعزيز وصول المواطنين للخدمات المصرفية وتوسيع قاعدة العملاء، بما يحقق استقرارًا ماليًا طويل الأمد.

ثقة عالمية تضع مصر في مصاف الكبار

يؤكد حصول البنك المركزي المصري على تقييم A- أن السياسات المتبعة ليست فقط ذات أثر محلي، بل حازت أيضًا على اعتراف عالمي من واحدة من أهم المؤسسات الاقتصادية والإعلامية المتخصصة. هذا التقييم يضع البنك المركزي المصري ضمن أبرز البنوك المركزية التي نجحت في موازنة التحديات الداخلية مع التقلبات العالمية، ويعزز من مكانة مصر كقوة اقتصادية صاعدة في المنطقة والعالم.

اقرا ايضا

القاهره والرياض ترسمان ملامح جديده لأمن الشرق الأوسط