تصعيد الشرق الأوسط يشعل الأسواق: النفط والذهب يرتفعان والبورصات تتراجع عالمياً.

تصعيد الشرق الأوسط يشعل الأسواق: النفط والذهب يرتفعان والبورصات تتراجع عالمياً.

الضربات الإسرائيلية داخل إيران تثير موجة من الذعر الاقتصادي وتعيد التوترات الجيوسياسية إلى قلب مشهد الأسواق العالمية.

أدى التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران إلى هزة قوية في الأسواق العالمية، مع اندفاع المستثمرين نحو الأصول الآمنة وتراجع الثقة في استقرار الإمدادات العالمية للطاقة. ووفقاً لصحيفة الغارديان، فإن هذا التوتر في منطقة الخليج، ذات الأهمية الحيوية لإنتاج ونقل النفط والغاز، قد يشكل شرارة لأزمة اقتصادية أوسع في ظل مناخ عالمي هش.

أسعار النفط تقفز مع تصاعد المخاوف من انقطاع الإمدادات

ارتفع سعر خام برنت بأكثر من 7% ليصل إلى 75 دولاراً للبرميل، مدفوعاً بالمخاوف من تعطل الإمدادات الإيرانية وإمكانية إغلاق مضيق هرمز، الذي تمر عبره نحو خُمس صادرات النفط عالمياً. هذا الارتفاع يُهدد بزيادة تكاليف الطاقة عالمياً وبتجدد الضغوط التضخمية.

الذهب يتألق كملاذ آمن

مع تصاعد التوترات، اندفع المستثمرون نحو الذهب، الذي ارتفعت أسعاره بنسبة 1% لتتجاوز 3426 دولاراً للأوقية، مقتربة من مستوياتها القياسية. هذا الاتجاه يعكس القلق المتزايد من المخاطر الجيوسياسية ورغبة الأسواق في تجنب الأصول عالية المخاطر.

انخفاض حاد في الأسواق العالمية

تراجعت المؤشرات الرئيسية في الأسواق المالية، حيث انخفض مؤشر داو جونز بنسبة 1.8%، وستاندرد آند بورز 500 بـ1.1%، وناسداك بـ1.3%. وشهدت البورصات الآسيوية والأوروبية تراجعات مماثلة، مع تسجيل بورصات طوكيو، سيول، فرانكفورت، باريس، مدريد، وميلانو خسائر تجاوزت 1%.

شركات الطيران تتكبد خسائر بسبب ارتفاع الوقود ومخاطر الملاحة

هبطت أسهم شركات الطيران بفعل القلق من ارتفاع تكاليف الوقود واحتمالات إغلاق مجالات جوية في المنطقة. فقد تراجعت أسهم “بريتيش إيروايز” بنسبة 3.7%، و”إيزي جيت” بـ2.7%، وتراجعت شركات أمريكية مثل “دلتا” و”أمريكان إيرلاينز” بنسب مماثلة.

شركات الدفاع والطاقة تحقق مكاسب وسط الأزمة

في المقابل، استفادت شركات الصناعات الدفاعية من التوترات، حيث صعدت أسهم “BAE Systems” البريطانية بنسبة 3%، وأسهم شركات أمريكية كـ”لوكهيد مارتن” و”نورثروب غرومان” و”RTX”. كما ارتفعت أسهم “شل” و”بي بي”، بدعم من ارتفاع أسعار الطاقة.

مضيق هرمز في دائرة الخطر.. والخوف من أزمة شحن عالمية

حذّر خبراء الشحن من احتمال إغلاق مضيق هرمز، ما سيدفع السفن لسلوك طرق بديلة أطول وأكثر كلفة عبر رأس الرجاء الصالح. سيناريو كهذا قد يعيد أزمات الشحن التي شهدها العالم خلال التصعيدات السابقة، ويُفاقم أعباء سلاسل الإمداد.

إجراءات احترازية من شركات الشحن العالمية

استجابت الدول وشركات الملاحة بسرعة، حيث أوصت وزارة النقل البريطانية سفنها بتجنب البحر الأحمر وخليج عدن، ودعت اليونان ملاك السفن للإبلاغ عن تحركاتها في الخليج. كما حذّرت شركات من ارتفاع وشيك في تكاليف الشحن والحاويات.

تعليق مؤقت لإنتاج الغاز في إسرائيل

أعلنت شركة “إينيرجيان” البريطانية وقف عملياتها في حقل غاز قبالة سواحل شمال إسرائيل، بناءً على تعليمات من وزارة الطاقة الإسرائيلية. ويعكس هذا القرار حساسية البنية التحتية للطاقة في ظل التصعيد المتبادل.

تصعيد مستمر.. وآثار اقتصادية مقلقة

حذّر محللون من أن استمرار التوترات في هذه المنطقة الحيوية للطاقة قد يدفع العالم نحو موجة تضخم جديدة، واضطرابات في أسواق الغذاء والنقل والطاقة، مما يهدد بمزيد من التباطؤ الاقتصادي العالمي في 2025.