قال الباحث والخبير الاقتصادي خالد فواز إن الذهب يعد من أقدم وأغلى الاستثمارات في التاريخ، لما يتميز به من خصائص فريدة أبرزها النقاء ومقاومة الصدأ والتآكل، فضلاً عن ثبات قيمته عبر العصور.

وأوضح فواز في تصريحات خاصة لموقع “العالم ف دقائق”،أن الذهب لم يقتصر على كونه مجرد معدن ثمين، بل ارتبط بالثقافة والمكانة الاجتماعية، إذ استخدم في الحضارات الفرعونية واليونانية والرومانية لتزيين المعابد وصناعة الحلي، وحتى دفنه مع الملوك كرمز للهيبة والسلطة.

الذهب كأداة اقتصادية وسياسية

أضاف فواز أن الذهب يمثل قوة استراتيجية كبرى، حيث تحرص الدول على شراء كميات ضخمة منه لتعزيز الاحتياطي القومي وضمان الاستقرار في أوقات الأزمات.

وبذلك أصبح الذهب يحمل أكثر من قيمة، فهو أداة اقتصادية للأفراد والدول، وسياسية لتعزيز النفوذ، واجتماعية وثقافي لرمزيته كهدية أو زينة ثمينة.

أسباب ارتفاع أسعار الذهب عالميًا

شهدت أسعار الذهب ارتفاعات متواصلة خلال السنوات الأخيرة، ويرجع ذلك إلى عدة عوامل رئيسية:

1. انخفاض أسعار الفائدة

العلاقة بين الذهب والفائدة عكسية؛ فمع تراجع الفائدة يقل الإقبال على السندات، ويزداد توجه المستثمرين إلى الذهب كاستثمار أكثر جدوى وأمانًا.

2. انخفاض قيمة العملات

تراجع قيمة العملات المحلية، مثل ما حدث للدولار خلال فترة الرئيس الأمريكي السابق ترامب، يدفع المستثمرين للجوء إلى الذهب لحماية قوتهم الشرائية.

3. الأزمات والتوترات الجيوسياسية

أي نزاع أو اضطراب سياسي يضعف ثقة المستثمرين بالعملات، فيلجأون إلى الذهب كملاذ آمن، وهو ما حدث مؤخرًا في عدة مناطق بالعالم.

4. ضعف البدائل الاستثمارية التقليدية

السندات وأذون الخزانة لم تعد تحقق العوائد المتوقعة، ومع تراجع الثقة في بعض قرارات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، اتجهت رؤوس الأموال نحو الذهب.

5. زيادة مشتريات البنوك المركزية

قيام بنوك كبرى مثل البنك المركزي الصيني وصناديق استثمار عالمية بشراء الذهب بكميات ضخمة عزز الطلب ورفع الأسعار عالميًا.

الذهب.. أكثر من مجرد معدن

اختتم فواز حديثه بالتأكيد أن الذهب لم يعد مجرد وسيلة للزينة أو الادخار، بل هو قوة اقتصادية واستراتيجية كبرى تعكس مزيجًا من العوامل السياسية، الاقتصادية، والاجتماعية، وهو ما يجعله الملاذ الآمن الأول في مواجهة الأزمات وتقلبات الأسواق.