نيجيريا تلاحق شل أمام القضاء: تلوث نفطي يهدد حياة الآلاف في دلتا النيجر

أعلن سكان منطقتي بيلي وأوغالي في منطقة دلتا النيجر بنيجيريا أنهم مستمرون في دعواهم القضائية ضد شركة شل وشركتها السابقة في البلاد، مطالبين بتعويضات عن أضرار بيئية وصحية تسبب بها تلوث نفطي مزمن منذ سنوات طويلة.

اتهامات مباشرة لشركات النفط بتلويث مصادر الحياة

تعود القضية إلى عام 2015، حيث يتهم السكان شركة شل و”تطوير البترول التابعة لها” – المعروفة حاليًا باسم شركة رينيسانس أفريقيا للطاقة – بالتسبب في تلوث واسع النطاق طال المياه والأراضي الزراعية، ما أثر سلبًا على حياة عشرات الآلاف من المواطنين.

مطالب بالتعويض والتنظيف وشل تتنصل من المسؤولية

يطالب المدّعون بتعويضات مالية ملائمة، إلى جانب إلزام الشركتين بتنظيف الأراضي الملوثة. في المقابل، تقول الشركتان إن معظم التسربات النفطية حدثت نتيجة تخريب خارجي أو أنشطة تكرير غير قانونية، ما يجعلهما غير مسؤولتين مباشرة عن الكارثة.

قرار أولي من القضاء البريطاني ومراحل مبكرة من المحاكمة

أصدرت القاضية البريطانية ماي حكمًا تمهيديًا بشأن أكثر من 20 نقطة قانونية، بعد جلسات استماع في لندن. وأشارت إلى أنه تم توثيق نحو 85 حادث تسرب حتى الآن، مؤكدة أن القضية ما تزال في مراحلها المبكرة.

فتح الباب لمساءلة شل حتى عن تسربات خارجية المصدر

شدّدت القاضية على أن شركة شل قد تُحمّل المسؤولية حتى عن أضرار ناتجة عن أطراف ثالثة، مشيرة إلى إمكانية رفع دعاوى جديدة طالما أن آثار التلوث مستمرة، حتى وإن انتهت المهلة القانونية المعتادة.

موعد المحاكمة الكاملة وتوقعات بطول الإجراءات

تقرّر عقد جلسات المحاكمة الكاملة في مارس 2027، ومن المتوقع أن تستمر لمدة أربعة أشهر، ما يعكس تعقيد القضية وضخامتها.

غضب محلي ومطالبات بوقف “مماطلة” شل

في تعليقه على القرار، أعرب زعيم مجتمع أوغالي، الملك بيبي أوكباني، عن أمله في أن تتوقف شل عن مماطلتها، قائلًا: “الناس يموتون في أوغالي، ولا يمكننا تحمّل المزيد”.

رد شركة شل على القرار القضائي البريطاني

قالت شركة شل إنها ترحب بقرار المحكمة، لكنها جددت التأكيد على أن معظم التسربات نتجت عن تخريب خارجي. كما أوضحت أن عمليات التنظيف تتم من خلال شراكة تشغيلية سابقة تستخدم فيها خبراتها في الاستجابة لتسربات النفط.