هيغسث يدافع عن ضربات إيران ويهاجم الإعلام بسبب تسريب استخباراتي

دافع وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسث بشدة عن الضربات الأمريكية التي استهدفت البرنامج النووي الإيراني، واصفًا إياها بـ«النجاح المدوي»، وهاجم وسائل الإعلام لنقلها التقييمات الاستخباراتية الأولية التي أشارت إلى أن الضربات ربما لم تدمر منشآت التخصيب الإيرانية بالكامل.

هيغسث، الذي عمل سابقًا كمحلل في قناة «فوكس نيوز»، استغل مؤتمرًا صحفيًّا صباح الخميس لتوجيه هجوم لاذع ضد الصحافة، مستهدفًا قناة CNN، وصحيفة نيويورك تايمز، وغيرها. وخلال حديثه، اتهمهم بتشويه تقرير أولي صادر عن وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية، والذي أشار إلى أن الضربات لم تؤخر البرنامج النووي الإيراني سوى بضعة أشهر، واعتبر ذلك «تحيزًا» ضد الرئيس ترامب.

ردّد هيغسث مزاعم ترامب بأن العملية أسفرت عن «القضاء التام» على البرنامج النووي الإيراني، واعتبر أي تشكيك في نتائج الضربات إهانة للطيارين. وقال: «علينا الاحتفاء بذلك كأمريكيين»، مضيفًا: «اختاروا الكلمة التي تريدونها: دُمّر، هُزم، أُبيد».

تفاصيل الضربة وخلافات التقييم

أطلقت الولايات المتحدة عملية «ميدنايت هامر» مساء السبت، مستهدفة مواقع نووية إيرانية بهدف شل قدرة طهران على تطوير سلاح نووي. شاركت في العملية سبع قاذفات شبحية B-2 وغواصة مزودة بصواريخ موجهة، وشهدت أول استخدام قتالي للقنبلة الخارقة GBU-57 التي تزن 30 ألف رطل، حيث أُسقطت 14 قنبلة على منشأة فوردو ومواقع أخرى.

في المقابل، قدّم رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال دان كين عرضًا أكثر هدوءًا وتفصيلًا، مشيرًا إلى سنوات من التخطيط ومراقبة بناء منشأة فوردو على مدى 15 عامًا. ونقل كين عن أحد الطيارين قوله: «كانت أكثر انفجارات إشراقًا رأيتها في حياتي. بدا وكأن النهار قد حلّ في الليل».

رغم ذلك، أشارت التقييمات الاستخباراتية الأولية إلى أن عناصر أساسية من البرنامج النووي الإيراني ظلت سليمة، وأن مخزون اليورانيوم نُقل قبل الضربة. لم ينكر هيغسث هذه النتائج مباشرة، لكنه وصفها بـ«منخفضة الثقة» واتهم الإعلام بتضخيمها.

اقرأ أيضاً

https://theworldinminutes.com/archives/21109

جدل سياسي وردود داخلية

أكد كين أنه لم يتعرض لأي ضغوط من ترامب أو مسؤولين آخرين للإدلاء بتقييم متفائل، موضحًا أنه قال ما يعتقده بصدق. في الوقت نفسه، دعم اثنان من كبار مسؤولي الاستخبارات في إدارة ترامب رواية البيت الأبيض، مؤكدين تدمير المنشآت النووية الإيرانية، بينما أعرب نواب في الكونغرس عن استيائهم من غياب التشاور قبل تنفيذ الضربة.

اتهم الديمقراطيون الإدارة بتلاعبها بالمعلومات لدعم روايتها، وقال النائب آدم سميث: «هذا جزء من مجال تشويه الواقع الخاص بترامب»، مشددًا على أن حملة قصف واحدة لا يمكنها القضاء على البرنامج النووي بالكامل.

«إنجاز تاريخي» لحلف الناتو

استغل هيغسث الإحاطة الصحفية للإشادة بما وصفه بـ«إنجاز تاريخي» بتحقيق توافق داخل حلف الناتو على زيادة الإنفاق الدفاعي إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي، منتقدًا تجاهل الإعلام لهذا الحدث وتركز التغطية على الجدل السياسي.