دافع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن خطته المثيرة للجدل للسيطرة على مدينة غزة، رغم إدانة واسعة النطاق من مسؤولين دوليين ومنتقدين محليين. وقد أثارت الخطة، التي أقرها مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي الأسبوع الماضي، غضبًا واسعًا، حيث حذر مسؤولو الأمم المتحدة من أنها قد تؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، حيث يواجه الملايين بالفعل المجاعة.

وفي مؤتمر صحفي بالقدس، وصف نتنياهو هذه الخطوة بأنها “أفضل سبيل” لإنهاء الحرب الدائرة، مؤكدًا أنها ستُسرّع العملية. ومع ذلك، خلال جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي، حذّر ميروسلاف جينكا، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة، من أن تطبيق هذه الاستراتيجية من المرجح أن يؤدي إلى مزيد من العنف والتهجير القسري والدمار، مما يؤدي إلى تفاقم الأوضاع المتردية أصلًا.

أفادت وزارة الصحة في غزة بوفاة خمسة أشخاص آخرين، بينهم طفلان، بسبب سوء التغذية، ليرتفع إجمالي عدد الوفيات بسبب الجوع إلى 217. ردًا على ذلك، نفى نتنياهو مزاعم اتباع حكومته “سياسة تجويع”، لكنه أقرّ باستمرار أزمة الجوع ومشاكل توزيع الغذاء. واتهم وسائل الإعلام بالمبالغة في حجم المشكلة، وألقى باللوم أيضًا على حماس في تحويل مسار المساعدات.

 

في غضون ذلك، لا يزال الصراع يُسفر عن سقوط ضحايا مدنيين، حيث أُفيد بمقتل 26 فلسطينيًا أثناء سعيهم للحصول على مساعدات في غزة. ورغم إصرار نتنياهو على عدم مسؤولية الجيش، فقد أشار إلى حماس كمسؤولة عن العنف في مناطق التماس المساعدات، رغم عدم وجود أدلة تدعم هذا الادعاء.

كان رد فعل المجتمع الدولي حادًا على موقف نتنياهو، حيث دعا الكثيرون إلى إعادة النظر في الخطة. حذّرت المملكة المتحدة، الحليف الرئيسي لإسرائيل، من أن توسيع العملية العسكرية لن يؤدي إلا إلى إطالة معاناة المدنيين الفلسطينيين، وصرح نائب السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة، جيمس كاريوكي، قائلاً: “هذا ليس طريقًا للحل، بل هو طريق لمزيد من سفك الدماء”. إلا أن الولايات المتحدة دعمت إسرائيل، مستشهدةً بحقها في الدفاع عن نفسها ضد حماس.

 

لقد أودى الهجوم العسكري الذي شنه نتنياهو بحياة ما لا يقل عن 61 ألف فلسطيني، معظمهم من المدنيين، ولا يزال عدد القتلى في ازدياد. ورغم الضغوط الدولية، لا يزال رئيس الوزراء الإسرائيلي متمسكًا بإيمانه الراسخ بأن السيطرة على مدينة غزة ضرورية لأمن إسرائيل.

اقرا ايضا

مصر تستمر في دعم غزة: القافلة العاشره تعبر الحدود