واصلت أسعار الذهب العالمية ارتفاعها القياسي خلال تعاملات اليوم الأربعاء، لتتجاوز الأونصة مستوى 4200 دولار للمرة الأولى في التاريخ، في ظل تصاعد التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين، وتزايد توقعات الأسواق بخفض أسعار الفائدة الأميركية خلال الفترة المقبلة.

ويأتي هذا الارتفاع وسط إقبال متزايد من المستثمرين على الملاذات الآمنة، مع تصاعد المخاوف بشأن تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي وتذبذب الأسواق المالية.

التوتر التجاري بين واشنطن وبكين يعزز الطلب على المعدن النفيس

يرى محللون أن التوترات الجديدة بين أكبر اقتصادين في العالم — الولايات المتحدة والصين — تمثل أحد أبرز العوامل المحفزة لصعود الذهب، إذ تدفع المستثمرين إلى التحوّط ضد المخاطر الجيوسياسية والاقتصادية.

كما ساهمت تصريحات متبادلة بين مسؤولي البلدين حول فرض رسوم جمركية جديدة في زيادة حالة عدم اليقين بالأسواق، ما دعم التوجه نحو الأصول الآمنة وعلى رأسها الذهب.

رهانات على خفض الفائدة الأميركية

في الوقت ذاته، عززت الرهانات المتزايدة على خفض أسعار الفائدة الأميركية من جاذبية الذهب، إذ يؤدي انخفاض العائد على الدولار إلى رفع الطلب على المعدن الأصفر الذي لا يدر عائداً ثابتاً.

ويتوقع خبراء الأسواق أن يتجه الاحتياطي الفيدرالي الأميركي نحو خفض الفائدة في اجتماعاته المقبلة إذا استمر تباطؤ النمو الاقتصادي وتراجع معدلات التضخم، وهو ما قد يدفع أسعار الذهب إلى مستويات قياسية جديدة خلال الأسابيع القادمة.

ارتفاع أسعار الذهب في الأسواق المصرية

وعلى الصعيد المحلي، واصلت أسعار الذهب في الأسواق المصرية ارتفاعها خلال تعاملات أمس الثلاثاء، إذ قفز سعر غرام الذهب عيار 21 — الأكثر تداولاً في السوق المحلية — بنحو 55 جنيهاً.

وافتتح الغرام التعاملات عند 5500 جنيه، قبل أن يغلق عند 5555 جنيهاً في نهاية اليوم، مدفوعاً بارتفاع الأسعار العالمية وصعود الأونصة بنحو 39 دولاراً، من 4110 دولارات إلى 4149 دولاراً.

ويتوقع تجار الذهب أن يواصل المعدن الأصفر صعوده خلال الفترة المقبلة، مع استمرار حالة عدم الاستقرار في الأسواق العالمية وتزايد الإقبال على الذهب كملاذ استثماري آمن في مواجهة التقلبات الاقتصادية.

اقرأ أيضاً:

صناعة السيارات تدق ناقوس الخطر مع تشديد الصين لقواعد تصدير المعادن النادرة